لا أدعي أنني خبير في الألعاب الالكترونية لهذا الجيل ولكنني لست بعيدا عنها بالتأكيد، فأنا أتعايش معها يوميا وأشاهدها وأشهد آثارها، وأتعجب أيما عجب! وبالتأكيد الكثير يشاركني هذا العجب!!
حول من انتج هذا الأجهزة ومن صمم هذه (الألعاب!) التي فيه؟
وما الشرائح التي يستهدفها؟
وكيف يلعب ابناؤنا هذه (الالعاب) التي لا تخلو من الأسلحة بكل أنواعها الخفيفة والثقيلة.. ومناظر القتل والدمار البشعة التي تصنعها.. وأصوات الألم والغضب والصراخ الناشئ منها..
أليس في ذلك صناعة للإرهاب والقتل والعنف؟!.. فلا نستغرب بعد ذلك عندما يحمل شاب في ريعان شبابه في أميركا مثلا سلاحا ويذهب لقتل زملائه ومدرسيه في المدرسة، وآخر يقتل زملاءه بالجامعة وآخر يقتل زملاءه بالعمل.. فضلا عمن يحمل السلاح ليقتل المختلفين معه باللون والدين والهوية لا لشيء وإنما لنزعة عدوانية مغروسة في داخله لا استبعد أن تكون هذه الأجهزة وهذا الالعاب هي احد صانعيها والله المستعان.
أضف الى هذا وذاك ان أبناءنا وهم في عمر المراهقة وما قبلها يلعبون مع أشخاص نعرف بعضهم ولا نعرف الكثير الآخر منهم.. يجدونهم في هذا العالم الافتراضي الواسع والكبير الذي لا تحده حدود ولا تمنعه موانع والمجهول في نفس الوقت لدى الكثيرين منا بمن فيهم اللاعبون انفسهم.
فأحيانا تجدهم يلعبون هذه الالعاب مع مجاهيل هذا العالم الافتراضي وقد يتلقون منهم قيما تتعارض مع قيمنا وسلوكيات تخالف أخلاقياتنا، وقد يتلقون توجيهات وتعليمات من هذه الالعاب واللاعبين فيها تخالف ثقافتنا وتدعوهم في مضامينها الى التمرد على واقعهم وعدم قبوله وتكون ردات فعلهم متسقة مع نفسياتهم التي يلعبون بها بهذه الالعاب، فتجدهم يتعاملون بعصبية وغضب مع من حولهم من اخوانهم وأولياء أمورهم فيصبح الغضب والعصبية والانفعال سمات ملازمة لشخصياتهم.
أعود فأطرح مرة أخرى الأسئلة التي ابتدأت بها مقالي:
من صنع هذه الأجهزة ومن أنتج ألعابها؟
وما الشرائح التي يستهدفها؟
وما القيم التي يريد ان يرسخها ويعززها فيه؟
ونريد بالمناسبة معرفة آراء التربويين في مجتمعاتنا في كيفية التعامل معها بواقعية؟ واقعية التعامل معها لا رفضها بالكلية.
وحتى تأتينا الإجابات الواقعية والعملية من المختصين التربويين، لذلك أدعو نفسي أولا وإياكم ثانيا إلى التعامل بذكاء وحكمة مع هذه التكنولوجيا الداخلة على مجتمعاتنا بقوة ومن انتجها ودفع بها إلينا وجعلها واقعا بيد أبنائنا، فننظم حال أبنائنا معها بالتالي:
٭ تخصيص أوقات محددة للعب فيها.
٭ تنظيم أوقات النوم والتأكيد على النوم المبكر وعدم السهر عليها.
٭ توجيه الأبناء ما امكن للابتعاد عن الألعاب العنيفة وإجراء حوار معهم إلى مخاطرها على نفسياتهم وعدم فائدتها لهم.
٭ إشغال الأبناء بأشياء أخرى لقضاء وقت بها كالنوادي الرياضية أو الألعاب الحركية خارج البيت كالدراجات الهوائية وكرة القدم وغيرها.
٭ الجلوس معهم للحوار والحديث حول أشياء تهمهم وتشجيعهم لاستثمار أوقاتهم بالقراءة والاطلاع وحتى مشاهدة البرامج التعليمية الجذابة الموجودة بكثرة في الأجهزة الذكية كالآيباد وغيره.
٭ قطع الاندماج الكامل بهذه الألعاب كأن تطلب منهم ان يستقطعوا وقتا للراحة أثناء اللعب.
٭ حثهم على الالتزام بالصلوات بوقتها ومشاركتهم بتعلم وحفظ شيء من القران ففيه راحة وطمأنينة لنفوسهم وأرواحهم الغضة.
في الختام ندعو الله ان يحفظ الله أبناءنا وأبناءكم من كل سوء وأن يبعدهم عن مهاوي الردى.. آمين.@awadh67
[email protected]