تلقيت دعوة كريمة من لجنة الرحمة العالمية لحضور حفل تكريم الفرق التطوعية ونجوم برامج التواصل الاجتماعي الذين أسهموا في العمل الخيري لمساعدة إخوانهم في الإسلام والإنسانية تلك الشعوب المنكوبة وعلى رأسها الشعب السوري المكلوم.
وما لفت نظري في هذا الحفل هذا التنوع في المكرمين من شرائح ومجالات مختلفة من فنانين وإعلاميين وناشطين اجتماعيين ومهنيين وهذا ما يؤكد استحقاق الكويت للقب مركز الإنسانية وأن ينال قائدها صاحب السمو للقب القائد الإنساني.
لقد تشرفت بأن كنت احد المتطوعين في احد قوافل الخير التي ابتعثتها «الرحمة العالمية» في ختام السنة الميلادية ٢٠١٦م وكان خير ختام، لتوصيل المساعدات الإغاثية التي تبرع بها الشعب الكويتي لإخوانهم أبناء الشعب السوري ومواساة جراحه والمسح على رؤوس اليتامى ومداوة الجرحى والمصابين.
لقد زرت برفقة وفد «الرحمة العالمية» دار الأيتام ومستشفى الأمل الحدودي لعلاج الجرحى والمصابين، وكذلك زرنا دور الشفاء والرعاية الطبية التكميلية ومخيمات اللاجئين، وكان هدف هذه الرحلة الإغاثية هو مواساة اللاجئين وتثبيتهم وتوصيل سلام أهل الكويت لهم والمساعدات التي كلفونا بتوصيلها.
كما شاهدت بالرحلة أخواتنا من الكويت من جمعية الرعاية الإسلامية تكبدن عناء ومشقة السفر وشدة البرد والوحول الطينية وتركن الأزواج والأولاد والراحة والدعة والدفء فقط لمسح دمعة الأرملة والمسكين ومداواة الجرحى والمصابين والمسح على رأس اليتيم فبوركتن أخواتنا شقائق الرجال.
وما زاد إعجابي وسعادتي رؤية الشباب الكويتي من أعمار العشرينيات وهم في بداية مشوارهم الوظيفي وقد أخذوا اجازات من وظائفهم الحساسة والشركات التي يعملون بها وكانوا يتنافسون على هذه الرحلة حتى انه من كثرة المتقدمين اضطروا لعمل قرعة بينهم للفوز بمقاعد هذه الرحلة الإنسانية، وتفتخر وأنت تراهم يتركون التنعم والدعة والراحة لكي يفوزوا بإدخال بسمة على الأيتام وأمهاتهم والجرحى والمهجرين من اللاجئين.
وما شدني اكثر تلك الصورة المشرقة للإخوة المتقاعدين الذين أبو إلا المشاركة والمساهمة واثبات انهم مستمرون في البذل والعطاء وانهم أرادو استكمال سيرة عطائهم الوظيفي الطويلة والمضنية بسيرة عطاء انساني يعطرون به سيرتهم المشرفة.
الله الله عليچ يا كويت وعلى اهلچ الطيبين اصحاب الايادي البيضاء والذين اذا انفقوا أنفقوا بسخاء وكرم لا يخشون معه الفقر والفاقة وشعارهم في ذلك الحديث الشريف «ما نقص مال من صدقة» وطبعهم اذا انفقو «الا تعلم شمالهم ما أنفقت يمينهم».
واستطيع أن الخص اهم ما جنيته واستفدته وشعرت به في هذه الرحلة الإنسانية في التالي:
١- شعور العاطفة الجياشة التي تملأ كيانك ويكاد يقشعر لها جسدك وانت ذاهب لمساعدة اخوان لك ممن أراد الله اختبار مدى صبرهم على الضراء واختبار مدى انفاقك وعطائك وانت في السراء.
حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «عجبا لأمر المؤمن فإن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له».
٢- الشعور بالفخر والاعتزاز بأنك كويتي وان بلدك سباق دائما في إغاثة الخائف والجائع والملهوف.
٣- كما لفت نظري هذا الفكر الجديد في العمل الخيري الذي انتهجته «الرحمة العالمية» وأخواتها من اللجان الخيرية الكويتية في تبني المشاريع التنموية التي تسعى لتعليم المحتاجين علما أو حرفة أو معرفة يكتسبون منها رزقهم فيتحولون بعد زمن من متلقين للتبرعات والمساعدات الى عمال منتجين يكفون انفسهم وأهليهم وإلى منفقين لغيرهم.
اسأل الله العلي العظيم أن يفرج عن إخواننا المكلومين والمشردين خارج بلادهم بالعودة إليها وبنائها من جديد والعيش فيها بأمن وأمان.
وأن يحفظ بلادنا وبلادهم ويوفقنا ويعيننا على أداء الواجب تجاههم.. اللهم أمين.
awadh67@
[email protected]