في كل الدول التي خاضت حروبا يكون هناك نصب تذكاري للجندي المجهول لأنهم يكرمونه من دون معرفته لأن الجميع لديه يقين بان هناك شخصا مجهولا من الجنود قد ضحى بحياته التي من خلالها تغير مجرى الحرب أو المعركة لصالح جيشه.
لذلك فجميع الفرق الجماعية لديها جنود مجهولون يقدمون التضحيات من دون ان يشعر بها احد ولكنها ترجح كفة الفريق للفوز سواء كان لاعبا أو إداريا وهؤلاء جميعا لا يرغبون في الأضواء أو الشهرة انما في النتيجة والإنجاز، وعلى سبيل المثال لا الحصر، من خلال سنوات في صرح كبير كنادي القادسية عاصرت وشاهدت جنودا مجهولين لا يعرفهم الجمهور ولكن تضحياتهم بوقتهم وراحتهم وحياتهم الاجتماعية والعائلية قد حققت نتائج كبيرة من خلال اللاعبين الذين لولا فضل الله ثم هم لم يبرز نجمهم ولم يستطيعوا تحقيق بطولات لهذا الصرح ولجماهيره.
سأكتفي بتسليط الضوء على الأبرز في كرة القدم لأني شاهد على عطائهم وإخلاصهم..
سلطان المسباح مشرف الأشبال والناشئين بالثمانينيات الذي ساهم بشكل فعال في تكملة المشوار لكثير من اللاعبين رغم عدم توافر وسائل اتصال حديثة كالموجودة حاليا فقد كان يتابع اللاعبين شخصيا وبسيارته الشخصية في بيوتهم ومدارسهم ومساهمته بالمساعدة مع الأسرة لحل أغلب مشاكلهم الدراسية والشخصية وايضا السلوكية في مرحلة المراهقة التي خسرت رياضتنا كثيرا من المواهب بسبب مشاكل هذه المرحلة التي تحتاج الى رعاية ومتابعة من النادي والمشرف لهذه المرحلة الصعبة، استطاع ان يساهم في بروز نجوم حققوا إنجازات بالمراحل السنية والفريق الأول أمثال «علي بوسويهي، فيصل بورقبة، مشعل الذاير، يعقوب الوهيب، مشاري جاسم.. وكثيرين».
رفاعي الديحاني مدير قطاع الناشئين بفترة بعد الـ 2000 وحاليا مدير الكرة بنادي القادسية قدم تضحيات لا يعرفها إلا قليل ممن يتابع عن قرب هذا الرجل ففي عهد رئاسته لقطاع الناشئين حقق كأس التفوق في كرة القدم لأول مرة للقادسية ولمرات عديدة نتيجة عمل ومجهود جبار لقطاع كبير وصعوبات كثيرة ولكن بوجود شخص مخلص صاحب عزيمة استطاع تحقيق الهدف، وها هم لاعبوه نجوم كبار بالنادي والمنتخب أمثال «بدر المطوع، علي الكندري، عبدالعزيز المشعان، خالد ابراهيم، سيف الحشان، والكثير الذين سيراهم الجمهور بالمستقبل القريب».
الإداري الناجح من يستطيع ان يساعد اللاعب ليتغلب على المشاكل والصعوبات التي تهدد مسيرته الرياضية وتشجيعه والتواصل مع أسرته ومدرسته ومتابعته بأغلب حياته وتعليمه الالتزام والانضباط عن طريق النصيحة والتشجيع من مبدأ الثواب والعقاب، هذا مجهود كبير يقوم به الإداري من دون مقابل لا مادي ولا إعلامي ولكن ما يرضيه فقط هو بروز لاعبيه أمام عينيه وبالتالي نجاح الفريق وتحقيق البطولات، فهو يشعر بالفخر والسعادة لتحقيق لاعبين ساهم في بقائهم بالملاعب لإنجازات كبيرة.
شكرا لكل إداري مخلص ضحى بكل شيء للاعبيه وأبنائه، وتأكد أيها الإداري ان لسان حال لاعبيك يقول: شكرا شكرا شكرا فلولاك لما صرنا نجوما ولا استطعنا تكملة المشوار فأنت الجندي المجهول للجماهير، ولكنك لست مجهولا لنا فأنت صاحب أكبر فضل علينا بمشوارنا الرياضي.
أمنيتي من الأندية تكريم جنودها المجهولين في كل الألعاب كل نهاية موسم ليشعروا بانهم مقدرون نفسيا ومعنويا ليواصلوا المشوار والتضحيات فهم عنصر أساسي في أي إنجاز للنادي وللوطن.
[email protected]