بالأمس القريب تم تكريم عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، حيث تم اختياره شخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2009، وتحظى هذه الجائزة المميزة في الإمارات العربية المتحدة بمكانة كبيرة في نفوس وقلوب الشعب الإماراتي لما كان يحمله الشيخ زايد، رحمه الله، من دعم وتشجيع للمبدعين في إحياء الثقافة العربية من خلال التأليف والترجمة واثراء الفكر العربي والإسلامي.
ولا شك ان اختيار د.سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة جاء موفقا حيث انه داعم قوي للسياسة التعليمية والعلمية والمعرفية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهو حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم تخصص الهندسة الزراعية من جامعة القاهرة عام 1972 ودرجة الدكتوراه في مجال التاريخ من جامعة اكسيتر في المملكة المتحدة عام 1985، ودرجة دكتوراه اخرى في مجال الجغرافيا السياسية للخليج من جامعة درم بالمملكة المتحدة عام 1999، وهو الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة منذ عام 1997، والرئيس الأعلى للجامعة الأميركية في الشارقة منذ عام 1997.
وفي كتابه بعنوان «سرد الذات» للشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي والذي اهداني هذا الكتاب د.عبيد الهاجري رئيس المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة، كتب الشيخ د.سلطان القاسمي في مقدمة الكتاب: اريد ان اوثق تاريخ اهلي وبلدي، على مدى تسعة وعشرين عاما في اساليب القول، بعد ان ازلت منه الغث او ما اختلط به، وأسميته سرد الذات، فالسرد هو إجادة سياقة الحديث، اما الذات فهو ما يصلح لأن يُعْلم ويُخْبر عنه.
كتاب «سرد الذات» احتوى على 14 فصلا، ذكر فيه ذكرياته ايام الطفولة وعلاقته بوالده رحمه الله وتسلمه منصب نائب حاكم الشارقة، ويتطرق الى تطور التعليم في الشارقة او زياراته الدينية المتمثلة في حبه لزيارة بيت الله الحرام والحديث عن العدوان الثلاثي على مصر والدور الذي لعبه في ذلك الوقت، وينقلنا الى ذكر بعض الحوادث التي جرت في الشارقة، وينقلنا الى رحلة الى ايران عن طريق البحر وتنقلاته بين المدن الايرانية ثم يعرج على ايامه الدراسية في ثانوية الكويت بالكويت، وينتقل الى مصر للدراسة الجامعية ولما تضمنت من مواقف وحوادث اثرت في حياته العلمية واخيرا يسلط الضوء على الوطن وخاصة مع إمارة الشارقة التي يحكمها الآن.
وكما هو معروف فإن الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي يتميز بأن له إصدارات عديدة بمختلف اللغات العربية والانجليزية والفارسية بما لا يقل عن 16 مؤلفا وله مؤلف ممتاز عن «سيرة الشيخ مبارك الصباح»، وينقل لي د.عبيد الهاجري أن الشيخ د.سلطان القاسمي كان مدافعا شرسا على المنابر عن العلم والعلماء ويحمل في نفسه التواضع والاحترام والابتسامة وتقبل الرأي الآخر بكل سعة صدر.
إذن التكريم الذي حظي به الشيخ د.القاسمي هو تكريم للإمارات العربية ومن ثم لإمارة الشارقة ومن بعد تكريم للمبدعين والمفكرين والعلماء والعلم.
فاكهة الكلام: يقول الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي «انهال افراد العائلة علي بالتقبيل والتبريك لتسلم امارة الشارقة عندها قلت: أعينوني لكي اكون ابنا بارا لكبيركم، وأخا وفيا لأوسطكم، وأبا حنونا لأصغركم».
[email protected]