الكائن البشري الحر متغير الأدوار فهو ينتقل من مرحلة الطفولة الى نهاية مرحلة الشيخوخة من الناحية الفسيولوجية، فمن المعروف ان الكائن البشري فعال ونشيط في ممارسة الحياة للبحث عن كل ما هو جديد في مسارات حياته وأطوارها المتعددة، ومع استمرار البحث عن كل ما هو حديث خرج مفهوم جديد يستحوذ على اثارة المهتمين وهو مفهوم «التعليم المستمر».
فمصطلح «التعليم المستمر» نموذج جديد في ميادين التعليم والتدريب، اذ يعتبر بمنزلة السند المكمل للتعليم العام والأكاديمي والتطبيقي، فهذا التعليم يتيح للفرد فرصة الحصول على ما يحتاج اليه في حياته اليومية كلما طلب هذا التعلم.
التعليم المستمر نهج متداول بين العرب منذ القدم كلنا يعرف مقولة: «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد».
فهو يحتوي على كل مراحل ونطاقات النمو البشري والأدوار المختلفة التي يمر بها الشخص في كل مرحلة من مراحل عمره، لذا يرتكز التعليم المستمر على ثلاثة محاور وركائز أساسية وهي: «الحياة، «مدى الحياة»، «التعليم».
فلاشك ان المجتمع النشط والمتحرك له دور حيوي وأساسي في نظام التعليم المستمر منذ الطفولة.
والمجتمع يقصد هنا بمعناه الشامل المجموعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأندية والجمعيات النفطية والنقابات والهيئات والمنظمات والمؤسسات الصناعية والتجارية والابتكارية وسائر مواقع ومراكز العمل التي يكتسب الفرد منها تعليمه.
فضلا عن وسائط الاتصال الاعلامية بالجماهير فإن لها دورا حيويا من خلال وسائلها المختلفة (الكتاب ـ الصحافة ـ الاذاعة ـ التلفزيون ـ الفيديو ـ الانترنت ـ الكمبيوتر).
ولا يجب نكران دور البيئة الأسرية والمنزلية كمؤسسة اجتماعية اولية كهيئة تعليمية، فنجد ان البيت له التأثير المتواصل في عملية التعليم والتدريب المستمر، وذلك من خلال دورة حياة الانسان داخل بيئته الأسرية متمثلة في طريقة تنظيم البيت والتفاعلات والتعاملات بين أفراد الأسرة أو نمط الحياة التي تتبعه الأسرة كل هذا مهم في التعليم المستمر.
اذن التعليم والتدريب المستمر هما المتنفس الحيوي لجميع أفراد المجتمع البشري.
فاكهة الكلام: قول معتبر: جميل أن تزرع وردة في كل بستان، لكن الأجمل أن تزرع ذكر الله على كل لسان، «سبحان الله وبحمده».
[email protected]