سئل الشيخ ناظم المسباح عضو اللجنة الاستشارية للطلاق سابقا وإمام مسجد «شريفة الوقيان» في إحدى الصحف اليومية عن رأيه فــــــي مسألة «زواج بنية الطــــلاق» فأجاب بأن بعض أهل العلــــــم أفتوا بالجواز ولكنه قول «مرجوح» أي ضعيف.
من الواضح والمدرك للإجابة ان الشيخ ناظم يمسك العصا من المنتصف، فهو يجوّز ولا يجوّز في الوقت نفسه.
كثير من أهل العلم والذكر والفقهاء يؤكدون شرعية هذا النوع من الزواج والذي ينطلق وفق الاطر الاسلامية الشرعية القائمة على منهجية الاسلام الصحيح وهدفه القضاء والحد من السلوكيات والأخلاقيات غير الشرعية أو القضاء على مشكلة الزنى والانجرار نحو الرذيلة في ملاحقة شهوات الجنس غير المنضبطة، فيأتي هذا النوع من الزواج للقيام بعملية «تضبيط» و«فلترة» الشهوة الجنسية في ضوابطها الشرعية، وأهم الجوانب الإيجابية من هذا الزواج هو حماية النساء الأرامل والمطلقات من الانجرار نحو الرذيلة والعياذ بالله.
فقبل سنوات مضت اصدر شيخ الازهر السابق د.محمد سيد طنطاوي رحمه الله فتوى عن مدى «حلّية زواج المسيار» أو ما يطلق عليه بعض الأحيان «زواج العابر».
ومن المعروف عند الكثير من اهل الوطن العربي تميز شخصية شيخ الأزهر في معالجته للقضايا الإسلامية بالعقلانية واستخدام الأساليب المرنة والسلسة والمقنعة للجماهير خلال مواجهاته العديدة، من الأحكام الفقهية المرتبطة بالإسلام الصحيح، فمع وجود جهة متخصصة للإفتاء في الأزهر الشريف، إلا أن «الشيخ» يظهر كعالم متفتح في منهجية الإفتاء وخاصة في مسألة حلّية زواج المسيار الذي يتشابه مع الزواج بنية الطلاق في تعامله، ولكن اختلافه في لفظه مع زواج المتعة.
فـ«زواج المسيار» منتشر بشكل مكثف في السعودية خاصة، وبعض دول الخليج كالكويت وقال الشيخ د.طنطاوي في فتواه إنه لا يوجد في مصر هذا الزواج وإنما سمعت عنه في بعض الدول، وهو زواج شرعي، والجديد فيه أن المرأة لا تكلف الزوج شيئا من المهر. فلا شك ان هذا الافتاء اسعد كثيرا من الجماهير الاسلامية في انه يحل كثيرا من القضايا والمشاكل الاجتماعية والسلوكية والاخلاقية كما ذكرناها في منتصف المقالة.
فاكهة الكلام: قيل لإبراهيم بن أدهم: لماذا لا تصحب الناس؟ قال: إذا صحبت من هو فوقي تكبر علي، وإذا صحبت من هو دوني لم يعرف حقي، وإذا صحبت من هو مثلي حسدني.
[email protected]