حينما كان شهر رمضان المبارك يطل على الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كان لسانه الطاهر المطهر ينطلق بكلمات وعبارات ايمانية تحمل في طياتها السلوك الرباني والعبادي لله سبحانه وتعالى، حيث يقول في حق شهر رمضان المبارك انه «شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، اسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة، ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم».
نعم، انه شهر الصوم والطاعة والرحمة والغفران، شهر يدفع بالإنسان الصائم للابتعاد عن جميع ملذات الحياة السلبية، ويجذبه الى ملذات الحياة الايجابية، من ضبط النفس الأمارة بالسوء، والابتعاد عن الشهوات غير المرغوبة، ويعطيه الصبر والعطاء والبذل والحياء، وكما قال أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): « كل شيء زكاة وزكاة البدن الصيام».
وصدق رسول الأمة العظيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أقواله العديدة بحق شهر الصيام في مواقف عديدة حيث يقول: «الصيام جُنة»، وفي مقام آخر يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد صالح يشتم فيقول: إني صائم سلام عليك، لا أشتمك كما شتمتني إلا قال الرب تبارك وتعالى: (استجار عبدي بالصوم من شر عبدي، قد أجرته من النار)».
نعم، نسأل الله سبحانه وتعالى القدير ان يهدينا الى اتباع دينه القويم وصراطه المستقيم والتمسك بأخلاق الإسلام الصحيح التي انطلقت منها الرسالة الإلهية المحمدية البعيدة عن المحرمات الشيطانية المحمولة بالحقد والحسد والضغينة والنفاق والدجل ومحاربة الله والوقوف مع الباطل السيئ في أفكاره وآرائه وتطلعاته التخريبية لطبيعة الحياة البشرية التي تبحث عن النعم والطمأنينة والأمان حتى لو كان ذلك خلال شهر واحد من السنة وهو شهر رمضان المبارك الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغل فيه الشياطين، اللهم تقبل صيامنا.
فاكهة رمضانية: نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريكات الى مقام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وإلى سمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء وأعضائه ورئيس مجلس الأمة وأعضائه والشعب الكويتي الوفي وللأمة العربية والإسلامية وللجاليات المسلمة في بلاد الغرب، بحلول شهر رمضان المبارك، جعله الله شهر الخير والبركة ومزيد من الاستغفار من شياطين الإنس والجان.. آمين.
[email protected]