بقلوب مؤمنة بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره، وبنفوس حزينة محتسبة، والدموع تنهمر على الخدود، تلقت الكويت وعائلته الكريمة، والعاملون بصحيفة «الأنباء» خبر وفاة ورحيل أحد رجالاتها البررة والمخلصين ـ العم خالد يوسف المرزوق «رحمه الله».
والحقيقة ان ما كان يتصف به الفقيد من مناقب حسنة، وما أكثرها، يصعب تسطيرها في مقالة او حتى عدة وريقات مجتمعة في صحيفة أو مجلة.
والمتابع لتاريخ اسرة المرزوق الكرام يلاحظ تميزها بإنجاب رجال حملوا اسس الخير ويتميزون بروح التسامح والود الانساني، واحد ابنائها هو المرحوم العم خالد المرزوق (بو وليد) ـ فقد تمتع وتميز بحسن التعامل الاخلاقي لكل من عرفه عن قرب، وحرص على دعم الاقتصاد من خلال المشاركة في مختلف أوجه النشاط التجاري، فوضع على عاتقه مسؤولية النهضة المتواصلة في الوطن على مدى الاعوام السابقة، وكان داعما قويا للصحافة وحريتها بجانب الاقتصاد ـ فقد اسس صحيفة «الأنباء» ووضع على عاتقه أهمية ابراز دور وطنه الكويت من خلال توظيف الاعلام، ولا يمكن ان ينسى اي انسان موقفه خلال احتلال النظام العراقي البائد لوطنه الكويت، فقد أبى الا أن يصدر صحيفة «الأنباء» من خارج الوطن اثناء الاحتلال الغاشم، لتظل الكويت باقية الوجود في العالم من خلال اصدار صحيفة «الأنباء» لنقل وقائع وأحداث الاحتلال لابناء وطنه المتواجدين خارج الوطن.
المرحوم العم «أبو وليد» له صفة الروح الوطنية في دعم الشباب الكويتي والكفاءات الوطنية من خلال تشجيعهم على الانخراط في القطاع الخاص والعمل على تحقيق البيئة السليمة لتطوير مهاراتهم وقدراتهم الوظيفية وخاصة في مجال الاقتصاد والصحافة، حيث جعل في فكره ان الشاب الكويتي هو الاستثمار الحقيقي للوطن.
اقولها بكل صدق إن القلم يعجز عن الاسترسال في سيرة رجل عصامي أحب عمل الخير والعطاء ومساعدة الاسر الفقيرة، ووقفاته الانسانية مع الايتام، وتزويدهم بمتطلباتهم اليومية بتوفير وسائل الراحة والعيش لهم بشكل دائم..!
وبهذه المناسبة الأليمة والحزينة، نقترح استبدال اسم مدينة الخيران باسم المرحوم العم خالد يوسف المرزوق تيمنا بدوره الريادي في ابراز هذه المدينة من خلال ما قام به بافتتاح مدينة صباح الأحمد البحرية.
فاكهة الكلام: فعلا كان العم «أبو وليد» رحمه الله.. كالقمر يرفع الناس رؤوسهم لكي يروه..!
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. ومن خلف ما مات وان شاء الله ابناؤه وبناته يحملون شعلة الخير والعطاء من بعده ويتنافسون على نشر أعمال الخير والبر التي وظفها لهذا الوطن، وحتى أصبحت في ميزان حسناته وستظل باقية حتى يوم الدين..!
[email protected]