منذ تحرير العراق من براثن النظام الصدامي البائد والآثم، والكل يدعو الى ضرورة العمل على التقارب بين المذاهب الاسلامية وخاصة بين المذهبين الشيعي والسني.
فالمتابع يجد من اكثر الشخصيات الاسلامية على الساحة العراقية، يؤكد عليها دوما المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني.. ففي لقاء مميز منشور على الموقع الالكتروني «لشبكة الفجر الثقافية» www.alfaiar.org والتي لم تبث بوكالات الانباء والصحف الا بوكالة فارس نقلتها بشكل مقتطفات موسعة في ذلك الوقت!
يقول سماحة السيد السيستاني خلال لقائه مع علماء الدين العراقيين من السنة والشيعة، انه يسعدني ان ارى الوحدة في خطاب علماء السنة والاختلاف في الفكر والاجتهاد لا يجوز ان يكون سببا للتفرقة بل «اختلاف امتي رحمة» واجزم بان ارادة الفرقة والتفرقة جاءت من الخارج.
كما نجد ان سماحته يؤكد على ضرورة التركيز على بيان المشتركات ولا داعي للتعرض الى المسائل الخلافية.
ويقول خلال لقائه عن تعرفه على شخصية اسلامية سنية درست عن احد علماء السنة وهو الشيخ احمد الراوي، وهو من علماء السنة من مدينة سامراء، ولم يكن يخطر ببالي انه على غير مذهبي.
ويؤكد السيد السيستاني أنه كان يراجع بعض الاطباء وهم من اهل السنة ولكونه من طلبة العلوم الدينية.. لم يأخذوا منه اجورا ولم يفكروا في اننا من السنة او الشيعة.. وهذا هو النموذج الصحيح للتعايش الوحدوي في العراق.
ونوجر هذا اللقاء بالآتي:
٭ ندعو الى التعايش بين جميع الشعوب، وخاصة بين العرب، فلسانهم واحد وموارد الاشتراك لديهم كثيرة، فديننا واحد وكعبتنا واحدة ونبينا واحد.
٭ العلماء مدار الوحدة وقطبها والمسلمون بهم يهتدون، فالمرجو منكم ان تظهروا للناس وحدتكم.
٭ نعم، في كل طائفة يوجد متطرفون، لكن الخطر هو ان يوجد الصراع بين اصحاب الفكر والثقافة.
٭ قلت لبعضهم اذا كانت لديك فكرة فعليك ان تعبر عنها بالمنطق اللين وليس بالخشن، واذا خيرت بين اللين وما هو ألين، فاختر ما هو ألين للتعبير عن قصدك. هذا ما قاله السيد السيستاني.
اما نحن فنقول: ان هناك متطرفين من المذهبين الشيعي والسني، ويشتمون علماء الطرفين، وينسبون اليهم الباطل والفساد والضلال والكثير من البدع المستحدثة الداعية الى تسويق التفرقة والافتراق وتوسيع شقاق الخلاف بين المسلمين.
ان كلمات وعبارات السيد السيستاني تميزت بعمق شخصية هذا الرجل الايماني المتخرج في مدرسة اهل البيت المحمدي (عليهم السلام) ويرجع له الفضل والذخر في حفظ الكيان العراقي من الحروب الارهابية بين مكونات وطوائف العراق، نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظه ويطيل عمره لخدمة الاسلام والمسلمين وحمايتها من المتطرفين من مختلف الاطراف الداعية للفتنة البغيضة، وكذلك من اعداء الاسلام الدخلاء على الدين المحمدي!
فاكهة الكلام:
قال الامام محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام): العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم.
[email protected]