بدر الخضري
اليوم العاشر من محرم الحرام، الذكرى السنوية الحزينة، ذكرى عاشوراء أبي عبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، ذكرى انتصار الحق على الباطل، والنور على الظلام، والدم على السيف الغادر، ذكرى رمز البطولة والكفاح والجهاد والتضحية من اجل تحرير الإنسان من الظلم والطغيان والاضطهاد والعبودية، ذكرى إبراز عنوان الفداء والعطاء والبذل، بالرجال والنساء والأطفال، لإحياء دين جده رسول الله محمد بن عبدالله ژ، ذكرى صدقه في قول الحقيقة والواقع وهو في طريق الشهادة «أمضي على دين النبي».
ذكرى الحنيفية، استمرار حفظ القيم الإسلامية العظيمة ووحدة معانيها بالنسبة للرجل والمرأة والشباب والأطفال، هذه الشهادة التي تزينت بها جميع المستويات في المجتمع الإسلامي، ذكرى صوت الحق، صوت الحرية، صوت الكرامة، صوت مقارعة الكفر والاستبداد، صوت رفع راية المظلومين فوق الظالمين.
الذكرى الحسينية تجددت وهي تحمل معها كل مفردات ومصطلحات الحياة الصادقة والصالحة، التي احتوت على الكثير من الثوابت الأصيلة التي يجب ان نتبناها فيها، فمنها جاءت الثورة الحسينية من اجل الحق، والتحرر من قيود المجتمع الفاسد وضغوط الشهوات، ومن التقاليد والجاهلية الحاقدة، ومن الطائفية والعنصرية والقبلية، ومن الظلم والخضوع والجور، من اجل حماية حقوق الإنسان المظلوم واسترجاع الحق لأهله، وكل هذه المفاهيم أهدافها مقدسة من جميع رسالات السماء الصحيحة، فمن دون الحرية لا يمكن تحقيق الحق ومن دون الحق لا يمكن الإصلاح والتغيير والتطوير في ظل المنهج الاسلامي الصحيح.
ومن هنا فلذكرى سيد الشهداء الحسين بن علي (عليهما السلام)، صوت يبقى صدى ليهدد عروش الطغاة، منذرا بأن للباطل جولة، وللحق دولة، فسلام عليك يا أبا عبدالله الحسين، قتيل العبرات، ورافع راية الحق والحرية والسلام، ولا نستطيع إلا أن نقول للإمام الحسين (( عليه السلام )): لبيك داعي الله.