بــدر الخضري
وردتنا رسالة إنسانية من مجموعة أمهات كويتيات متزوجات من فئة البدون، يطلبون فيها قبول أبنائهم بجامعة الكويت ومنحهم البعثات الداخلية.
ونظرا لأهمية تلك المناشدة والرغبة في توصيل صوتهم عبر «الأنباء» من خلال هذا العمود الصحافي، فإننا ننشرها تاركين للمسؤولين، على رأسهم الزميلة الفاضلة وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح أمر النظر فيها لعل وعسى تحل هذه المشكلة.
وقد جاءت هذه المناشدة على الصورة التالية:
«نحن أمهات تتفطر قلوبنا من شدة الألم والحزن من الظلم الذي وقع على فلذات أكبادنا الذين تربوا في الكويت ولم يعرفوا وطنا غيره، هم شباب كغيرهم تخرجوا من مرحلة الثانوية ويحملون بين طيات قلوبهم الشابة أملا كبيرا وهو دخول الجامعة لإكمال دراستهم حتى يتمكنوا من العيش عيشة كريمة ويأخذون دورا لخدمة الوطن الذي لم يعرفوا غيره وكانت فرحتهم كبيرة عندما تكرمت جامعة الكويت باتاحة الفرصة أمام أبناء غير محددي الجنسية والمتزوجات من كويتيات بالالتحاق بجامعة الكويت ولكن شروط القبول خيبت رجاءهم وذلك للأسباب التالية:
يعامل أبناء الكويتيات المتزوجات من غير كويتيين محددي الجنسية معاملة الكويتي حيث يقبل بهذه الشروط 70% للقسم العلمي و78 للقسم الأدبي و2.5 لتشعيب علوم ورياضيات و2.9 لبقية التشعيبات من نظام المقررات.
أما أبناء الكويتيات من فئة البدون فيتم قبولهم بنسبة 80% للقسم العلمي و85% للقسم الأدبي (نلاحظ الفرق في نسبة القبول).
وتساؤلنا لماذا هذه التفرقة؟ بين أبناء محددي الجنسية من غير الكويتيين وأبناء غير محددي الجنسية مع العلم ان الأم كويتية في الفئتين وان الأب غير كويتي في الفئتين بل تتميز فئة محددي الجنسية بان لهم دولة يلجأون لها لإكمال دراستهم وجواز للسفر للذهاب الى أي دولة لهذا الغرض وذلك إذا لم يتم قبولهم في جامعة الكويت أو المنحة الداخلية أما غير محددي الجنسية فلا ملجأ لهم غير الكويت لانعدام وسيلة السفر وإن حصلوا على جواز مادة 17 فإن أغلب الدول لا تمنح ڤيزا لهذا النوع من الجوازات.
لقد فعلت جامعة الكويت مثل الشخص الذي قدم طعاما للناس ثم خنقهم فلا يستطيعون ان يبلعوا اللقمة ويذوقوا حلاوتها أو يستفيدوا منها ولماذا تحدد لهم مقاعد معينة نحن لا نطالب بمعاملتهم مثل الكويتيين بل على الأقل مساواتهم بأمثالهم من أبناء الكويتيات المتزوجات من غير كويتيين محددي الجنسية.
إننا نطالب جامعة الكويت ان تتحرى العدالة والمساواة بين أبناء الكويتيات المتزوجات من غير الكويتيين سواء كانوا محددي الجنسية أو غير محددي الجنسية، لأن آباء الفئتين يعتبرون غير كويتيين وكفانا ظلما فلا نريد ان ندفع الشباب الى الجنون أو الانتحار عندما تغلق جميع أبواب الرزق أمامهم، نريد ان نعطيهم فرصة ليخدموا هذا الوطن ويردوا جزءا من جميله عليهم. أعتقد أننا لا نطالب الكثير».
هذه الرسالة نضعها أمام أنظار الوزيرة نورية الصبيح، آملين منها الاهتمام بهذه المناشدة ووضعها في أولوياتها والبحث عن سبل تفعيلها بأسرع وقت ممكن.
وكما يقول المثل السنغالي: «إذا تكلمت فتكلم مع من يفهمك».