في الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك من كل عام هجري، ذكرى استشهاد سيد الأوصياء والصديقين أسد الله سبحانه وتعالى أمير المؤمنين وقائد المحجلين وخليفة رسول الله نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، ذكرى استشهاد بطل الإنسانية والحق والعدل والمساواة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
تلك الشخصية الإسلامية التي حملت جميع مقومات الإنسان الشجاع، فهو كان قويا في مقارعة الباطل ومواجهة الطغيان والانحلال والبدع الدخيلة على حقيقة الإسلام المحمدي الصحيح.
فليس بغريب ان يحمل الإمام علي سلام الله عليه الكثير من الفضائل والخصائص والصفات والأخلاق الإنسانية، فقد ترسخ في نفسه الزهد والعلم والشجاعة وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، «لو ان الرياض أقلام والبحر مداد، الجن حساب والإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي ابن أبي طالب عليه السلام.
والباحث والقارئ المؤرخ والمحدث والناشر للأخبار والسير والأحاديث والروايات تنقل عن مدى تمسك الإمام علي عليه السلام بمفهوم العدالة والحقوق الإنسانية.
وقد اتضح ذلك بالنموذج الرائع، فحينما ضرب الإمام علي عليه السلام على رأسه الشريف في محراب الصلاة وحمل الى داره وجيء بالذي ضربه بالسيف الإرهابي اللعين وهو عبدالرحمن ابن ملجم عليه لعائن الله، ووضع بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام، لينظر فيه، فنظر اليه الإمام، ثم التفت الى أهل بيته الكرام، وقال: «اطعموه مما تطعموني منه، فكان يشرب اللبن قليلا ثم يقدمه الى ابن ملجم ويقول الإمام مخاطبا أهله «إن عشت رأيت الحكم فيه، وإن مت فاضربوه ضربة واحدة، ولا تمثلوا به».
لنتمعن بما قام به الإمام عليه السلام من القضاء العادل الذي اتصف به.
وقبل الختام، يجب ان نذكر بأنه هو صاحب الكتاب التوجيهي والارشادي والنفسي والعلمي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والحقوقي والأخلاقي وهو كتاب «نهج البلاغة».
وختاما، والله لأعجز عن القول أو الكتابة في حق رجل الإنسانية والحق، لما له من الخصال والمميزات الرائعة، في رجل أبهر العالم بعلمه وزهده وورعه ومكانته وقيادته وتواضعه وفلسفته في إدارة الدولة وخلقه وشجاعته وإخلاصه في عطائه للإسلام المحمدي الصحيح الذي تعلمه من أفضل البشر خلقا وخلقا من الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.
ويكفي بعد 1400 عام، تأتي منظمة الأمم المتحدة لتصدر تقريرا باللغة الإنجليزية من مائة وستين صفحة، فقد اتخذ فيها تكريم الإمام علي عليه السلام من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة، والتعليم والحكم والعدالة والقيادة وتحقيق مصالح الناس، ومحاربة الفساد الإداري والمالي كأفضل شخصية متميزة حققت كل مقومات الحياة الإنسانية والعدالة.
فاكهة الكلام: لولا الشيعة لما وجد الأدب.. ولولا السنة لما وجدت المحبة.. ولولا الحضر لما وجد الأمان.. ولولا البدو لما وجد الكرم.. ولولا الكويت الحبيبة لما اجتمعنا بأحضانها وكيانها.
نسأل الله ألا يغير علينا.. ويحفظ وطننا من كل مكروه ويحمينا من كل فتنة تبغضه.
[email protected]