قال:
يا خير من نزل النفوس أراحل؟
بالأمس جئت فكيف كيف سترحل؟
تبكي القلوب على وداعك حرقة
كيف العيون اذا رحلت ستفعل؟
ما بال شهر الصوم يمضي مسرعا
وشهور باقي العام كم تتمهل!
ها أنت تمضي يا حبيب وعمرنا
يمضي ومن يدري أفيك سنقبل؟
فعساك ربي قد قبلت صيامنا
وعساك كل قيامنا تتقبل!
يا ليلة القدر المعظم أجرها
هل اسمنا في الفائزين مسجل؟
نعم.. ونحن على مشارف نهاية شهر رمضان المبارك.. شهر الصوم والعبادة والقيام والتوحيد والعطاء والبذل والجهد، حيث كنا في رحاب الرب العظيم، شهرا قضيناه في ضيافة طاعة الرحمن الرحيم القادر على كل شيء!
ففي وداع شهر رمضان المبارك، نجد ان الامام علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام)، قال: «اللهم انا اهل هذا الشهر، الذي شرفتنا به ووفقتنا بمنك له حين جهل الاشقياء وقته، وحرموا لشقائهم فضله، أنت ولي ما أثرتنا به من معرفته وهديتنا له من سنته، وقد توليتنا بتوفيقك صيامه وقيامه على تقصير او ادينا فيه قليلا من كثير، اللهم فلك الحمد اقرارا بالاساءة واعترافا بالاضاعة ولك من قلوبنا عقد الندم ومن السنتنا صدق الاعتذار».
نعم.. مع نهاية آخر يوم من شهر رمضان الكريم، يدخل علينا يوم جديد حبيب، يطلق عليه يوم عيد الفطر السعيد، وهي مناسبة مميزة لتقديم الشكر والعرفان الصادق الى الله سبحانه وتعالى على نعمة الفضل على اتمام عبادة الصوم والقيام، وهو نتيجة ثمرة شهر الصيام، وعلينا ان نستغل نتائجها الحسنة لبناء الروح وتقويتها بكل مفاهيم الخير والعطاء والمحبة والانسانية والعدل والمغفرة والرحمة، وكل هذه المعاني تحققت نتيجة لاستجابة رضا الله سبحانه وتعالى، فإذا كان شهر رمضان المبارك، هو عيد الصوم والعبادة والقيام للمسلم والمؤمن القويم.. فإن عيد الفطر المبارك، هو عيد الانسان المؤمن الذي اخذ عطايا الشهر من الحب والعطاء والاخلاق الطيبة والتعامل الانساني في حماية نفسه من المفاسد الاخلاقية!
فاكهة الكلام
اقول ان آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، هو احتفال الامة الاسلامية بيوم القدس، الذي يمثل العمق الاستراتيجي للاسلام والمسيحية والعمق النفسي في قلوب المؤمنين، وكما قال المرجع الديني الراحل الامام السيد آية الله الخميني (قدس سره) «ان من الضروري احياء يوم القدس المتزامن مع ليلة القدر من قبل المسلمين ليكون بداية لصحوتهم ويقظتهم، فنحن ندعم وبشكل كامل نضال الاخوة الفلسطينيين، والسكان في جنوب لبنان ضد اسرائيل الغاصبة».
[email protected]