المرحوم د.احمد الربعي (يرحمه الله)، كان رجلا من رجالات الوطن، تميز بأنه الشخص المناسب والفارس الشعبي مع محبيه خلال الاعراس الديموقراطية والانتخابات الوطنية التي كان متواجدا وحاضرا فيها.
واختير نائبا لعدة دورات انتخابية! كما اختير وزيرا للتربية والتعليم العالي من قبل الحكومة حيث كان دائما معارضا لسياستها في ادارة الدولة!
ان للمرحوم الربعي الكثير من الآثار والمناقب الحسنة، وفكره الوطني، حيثما كان متواجدا للدفاع عن وطنه الغالي الكويت، فقد كان يحمل روح التسامح والانسانية التي كان يتمتع بها، وكم لعب دورا حيويا في الدفاع عن المكتسبات الوطنية والاقليمية وحتى في المجالات الاسلامية!
المرحوم د.الربعي.. كان ظاهرة مميزة في سلوكيات الوزراء، فهو صديق وأخ ووزير شعبي، قبل ان يكون وزيرا حكوميا، فهل كونه نائبا قبل ان يكون وزيرا كان وراء تلك التصرفات؟ لا اعتقد ذلك.. بل إنها التربية منذ الصغر!
الكلمات السابقة سطرتها في عام 2008 حينما رحل عن هذه الدنيا الفانية.. والسبب في اعادة ذكراه في هذه الايام العصيبة التي تمر على الوطن من مجريات واستحقاقات قد تكون سلبية او ايجابية وفيما تدور من احداث سريعة سواء كانت محلية او اقليمية او عالمية، فتذكرت المرحوم الربعي..! فأتذكر من المرحوم الربعي، حينما تمر عليه امور سلبية وقضايا شائكة تضر الوطن والمواطنين، يخرج علينا بعبارته المشهورة «لنتفاءل..!» منطلقا من حبه وولائه للوطن.. واحترام الآخر، وترسيخ مبادئ الوسطية، وتشجيع القيم الانسانية والوطنية.
وشخصيا، لا انسى من المرحوم الربعي كلماته الايجابية بحق الشباب حيث يقول: «يجب القضاء على الاحباط الموجود حاليا لدى الشباب لننطلق في بناء هذا الوطن».
وبما ان كلمة التفاؤل.. لها وقع جميل على النفس الانسانية، فقد كان يرددها المرحوم الربعي في حياته، فنجد ان هناك الكثير من الشعراء والعلماء والمفكرين والقياديين اتحفونا بالمعاني والمفاهيم والحكم والامثلة الرائعة في كلمة المتفائل! فهذا المفكر تشتدتون يقول: «المتفائل هو من ينظر الى عينيك، والمتشائم هو من ينظر الى قدميك»، ويقول جورج مازيني: «المتفائل شخص متهور يطعم دجاجته فضة حتى تبيض له ذهبا، والمتشائم شخص قلق، يرمي البيضة الذهبية لاعتقاده ان في داخلها قنبلة موقوتة»، وهذا الفيلسوف أ.ماريو: «التشاؤم علامة العجز»! وألبير ساميه يكتب عن ذلك: «اذا اصبحت متشائما تأمل وردة» اي يدعو للتفاؤل من خلال الورود في نبراس الحياة!
وهذا شاعر العرب المتنبي يقول في كلمات التفاؤل والتشاؤم:
لا تلق دهرك الا غير مكترث
ما دام يصحب فيه روحك البدن
فما يدوم سرور ما سررت به
ولا يرُدّ عليك الفائت الحزنُ
ومن هنا.. نوجه لمن يحمل في قلبه الانكسار والتشاؤم والحسرة والاحباط والانهزام لما تجري من احداث خاصة في وطننا الحبيب الكويت، وعامة لشعوب العالم.. بأن نتذكر كلمة.. تفاؤل! فلنتفاءل جميعا في حب الوطن.. وفاءا.
٭ فاكهة الكلام: يقول الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر: «الحقيقة هي الضحية الأولى للحروب»!
[email protected]