بدر الخضري
حلّ على جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها شهر الله سبحانه وتعالى، شهر العطاء والرحمة والبركة، شهر العبادة والصوم، شهر الضيافة الإلهية، شهر رمضان المبارك.
نعم، حينما يتجول الإنسان في رحاب هذا الشهر العظيم، يجد كثيرا من الآيات الربانية في القرآن الكريم تدعو الى الصوم عن الأكل والشرب والشهوة، حيث يقول رب العزة والجلال في كتابه الكريم (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
فصريح الآية يشير الى انه منذ ان آمن الإنسان كتب عليه ان يصوم من أجل ان يحقق الهدف الأسمى لمن أوجده وهو التقوى.
المحقق الإسلامي محمد على جواد في كتاب له بعنوان «أفضل الشهور» الصادر في لبنان، يحدد في إحدى فقرات كتابه «ان الغرض من الصوم هو غرض وقائي يقي الإنسان ومسيرته الإيمانية من الأخطار والمشاكل التي تعترضها في الطريق، وهذه الوظيفة التي أنيطت بفريضة الصوم والجهد المبذول فيها انما كانت هبة ولطفا يجب على الإنسان ان يحرص عليه، لذا يتعين ان نعرف مقدار العطاء الذي يقدمه الصوم الى حياة الإنسان وسيرته.
ويضيف في موضع آخر «ان الصوم لم يكن في يوم من الأيام واحدا من اكتشافات الإنسان في مضمار سيره الحضاري، انما هو فرض عبادي فرضته الشريعة السماوية بحق المؤمنين ومن أجلهم».
وهذا حبيبنا الرسول الأعظم محمد بن عبدالله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول بحق شهر رمضان الكريم «ان الله اختار من الأيام يوم الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر».
فقد جاء في السيرة «ان امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأجهدهما الجوع والعطش في آخر النهار حتى كادتا تتلفان، فبعثتا الى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تستأذنانه في الإفطار فأرسل إليهما قدحا وقال لهما: قيئا فيه ما أكلتما، فقاءت إحداهما نصفه دما عبيطا ولحما غريضا، وقاءت الأخرى مثل ذلك حتى ملأتاه، فعجب الناس من ذلك، فقال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ): هاتان صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، قعدت إحداهما الى الأخرى فجعلتا تغتابان الناس، فهذا ما أكلتا من لحومهم».
نسأل الرب العزيز الغفار سبحانه وتعالى ان يتقبل صيامكم وقيامكم ودعواتكم وان يفرج عنكم كل كربة وهم وغم بواسع رحمته وبركاته.
فاكهة رمضانية
يقول وزير الثقافة والإرشاد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية عطا الله جراني: «من الضروري وجود جو من الاحترام للصحافيين ولجميع الفنانين في كل المجالات، لا يمكن التدخل كلما اختلف مقال عما نريد ولا يمكننا إغلاق صحيفة كلما قالت شيئا لا يعجبنا، أو ان نسكت فنانا، فالناس يجب ان يتمكنوا من التعبير عما يفكرون فيه»، نتمنى ان يأتي اليوم الذي تطبق فيه هذه الكلمات، وخاصة فيما بيننا بعيدا عن الاسفاف والإساءة الشخصية، إثارة النعرات وبث الفتنة الطائفية والقبلية والحزبية والعائلية والوطنية بين فئات المجتمع.