بدر الخضري
قبل انتخابات مجلس الأمة 2008، تفاخرت بلدية الكويت، بأنها حققت انجازا في تطبيق القوانين بالشكل الصحيح، خصوصا في مسألة عدم السماح بأي تعديات على أملاك الدولة، حيث انطلقت لتطبيق القانون بإزالة الديوانيات المخالفة خارج المنازل والبيوت أو القيام بإزالة الأشجار والشباك التي تحجب الرؤية وتعرقل مسار الطريق أمام المنازل، كما انها تخالف جميع الاعلانات العامة التي لم تحصل على تراخيص من اداراتها المنظمة لذلك، والحقيقة، أثلج الصدر هذا التوجه في تطبيق القوانين، وان كنا لا تتفق معها في بعض الأمور، خصوصا بموضوع الديوانيات ولكن هذا قانون ويجب ان يطبق وينفذ.. وهي منطلقة من محاولة العمل على تفعيل القوانين واللوائح المنظمة لكل نشاط وعمل يتطلب الترخيص له.
ولكن، وليتها لم تأت منا كلمة و«لكن».. فللأسف ان بعض هذه القوانين لا تطبق على الجميع بعدالة وإنصاف، فمازال بعض من قد يكون لهم نفوذ في مخالفة ومعارضة اللوائح أو أن بلدية الكويت لا تستطيع ان تقترب منه، خصوصا من يبنون ويشيدون اعلانات ضوئية وثابتة على واجهات منازلهم، اقصد «الصناديق والشاشات الضوئية» على أسطح منازلهم وعماراتهم دون أدنى احترام للقوانين، فهناك نموذج صارخ وواضح لهذه الاعلانات الضوئية موجود ونشاهده كل يوم في مخالفة سافرة على شارع الفحيحيل السريع بمنطقة السالمية، حيث ان هذه الاعلانات تشكل خطورة على حركة سير ومرور السيارات على الطريق، مما يؤدي الى حوادث جسيمة، بسبب ما يعرض من قبل صاحب هذه العمارة، لبعض الاعلانات المثيرة والمشتتة للرؤية اثناء قيادة السيارة، حيث انها تجعل السائق لا ينتبه الى مسار الطريق اثناء القيادة، كما ان هناك بعض السائقين يدفعهم الفضول فيقفون على جانب الطريق لمشاهدة ما يعرض على هذه الاعلانات الضوئية، التي تعرض على شكل فيلم سينمائي وبها الكثير من..!
من هنا، نطالب بلدية الكويت، إذا كانت تريد ان تستمر بالتفاخر في تطبيق القوانين بالشكل الايجابي، باثبات ذلك بالمبادرة السريعة بمخالفة أي منزل لأي انسان كان لا يلتزم باللوائح وأنظمة الاعلانات البلدية، وان تنطلق لوقف هذا التعدي الواضح، وألا تكرس مفهوم «لا نستطيع محاسبة هذا التعدي» بين موظفيها والعاملين فيها، لان هذا التعدي وراءه عضو مجلس أمة أو بلدي أو متنفذ..!
كما نطالب وزارة الداخلية وإدارة المرور بمخاطبة البلدية لاطلاعها على حقيقة مخالفة هذا المنزل في عرقلة حركة سير المرور على شارع الفحيحيل السريع.
فإذا لم يحاسب هذا التجاوز اليوم، فتوقع من يخرج علينا في مواصلة التجاوز على القوانين متبعا نفس أسلوب ومنهج ذلك المتعدي والمخالف ضاربا عرض الحائط باللوائح والقوانين المنظمة، فهل وصلت الرسالة لمن يهمه الأمر؟! أتمنى ذلك.
نكهة الكلام: قال الإمام علي ( عليه السلام ): «آلة الرياسة سعة الصدر، ولا خير في الصمت عن الحكم، كما انه لا خير في القول بالجهل».