بدر الخضري
صادف أمس ذكرى عاشوراء أبي عبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وهذا اليوم يذكرنا بتحرر الناس من العبودية والاضطهاد والظلم والطغيان والانهزام والانحراف العقائدي، كما انه يوم ارتبط برمز الجهاد والعزة والبطولة والكفاح والتضحية والعطاء والبذل بالرجال والنساء والأطفال وكبار السن، وحفظ دين جده محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهو اليوم الذي احتضنت فيه قيم الإسلام الصحيح والعظيم ووحدت معانيه الإنسانية والأخلاقية، وارتبط بذات اسم الحسين ( عليه السلام )، هو الإنسان، هو الشهيد، هو المناصر لدين الإسلام، الذي لابد ان يذكر لاسترجاع العدل والحقوق البشرية ضد الإلحاد والاضطهاد، وكذلك الظلم الذي مازال ينخر أجساد البشرية بسبب شراهة الأحقاد والعداء الصهيوني من قبل اسرائيل اللقيطة، لهذا الدين الإسلامي العظيم، وما نراه من هجمة وقحة مرتبة للكيان اللقيط في محاولة لإبادة وإذابة اهلينا في فلسطين المحتلة، وخاصة في غزة المدمرة والتي اصبحت كأنها يوم عاشوراء الحسين قبل 1400 سنة هجرية.
الحسين ( عليه السلام ) قدم نفسه وأبناءه حتى ولده الرضيع، وقدم اخوته وابناء اخيه وابناء عمه، قدمهم جميعا للقتل وقدم امواله للنهب، وعياله للأسر، لينقذ دين جده الحقيقي، ويؤكد هذه الحقيقة السيد محمد هادي المدرسي في كتيبه الجديد بعنوان «العبور الى الحسين ( عليه السلام )»، حيث يقول: لقد علمتنا عاشوراء ان خيار الشهادة هو الخيار الوحيد للأحرار عندما يكون السيف هو الخيار الوحيد للسلطات، ويضيف ان الخروج من دائرة الخوف هو الشرط الأول للدخول في مدرسة عاشوراء، وهذا كل ما اطلبه من اهلينا في فلسطين المحتلة الأخذ بمدرسة ومناهج الحسين المنطلقة من المدرسة الحقيقية الإسلامية والتي كانت بدء انطلاقها على يد أشرف الخلق وأنبل البشر وأصدق الناس وهو الرسول الأعظم محمد بن عبدالله ( صلى الله عليه وسلم ) والتمسك بسيرته والارتباط بأهل بيته وأصحابه عليهم السلام جميعا، للخروج من ازمة الكفر والنفاق فقد انتصر الإسلام على الكفر، وانتصر الإمام الحسين ( عليه السلام ) على الفساد والنفاق والكراهية الحاقدة على الإنسانية.
فاكهة الكلام:
يقول المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون: «أخذ الحسين على عاتقه مصير الروح الإسلامية وقتل في سبيل العدل والحق بكربلاء..».