خلال اطلاعي على بعض الكتب والمؤلفات المتخصصة بمجال الشعر والشعراء وجدت هذه القصيدة للإمام علي الهادي عليه السلام التي ألقاها على المتوكل العباسي وهي تحاكي وتنقل فعلا ما حدث للطاغية البائد صدام حسين المهزوم.
اقرأ وتمعن عزيزي القارئ بمعانيها المعبرة.
- باتوا على قلل الأجبال تحرسهم
- غلب الرجال فما اغنتهم القلل
- واستنزلوا بعد عز من معاقلهم
- وأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
- ناداهم صارخ من بعد ما قبروا
- أين الأسرة والتيجان والحلل؟
- أين الوجوه التي كانت منعمة
- من دونها تضرب الأستار والكلل؟
- فأفصح القبر حين ساءلهم
- تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
- قد طالما اكلوا دهرا وما شربوا
- فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا
- وطالما عمروا دورا لتحصنهم
- ففارقوا الدور والأهلين وارتحلوا
- وطالما كنزوا الأموال وادخروا
- فخلفوها على الأعداء وانتقلوا
- أضحت منازلهم قفرا معطلة
- وساكنوها الى الأجداث قد رحلوا
- سل الخليفة اذ وافت منيته
- أين الحماة وأين الخيل والخول
- أين الرماة أما تحمى بأسهمهم
- لما أتتك سهام الموت تنتقل
- أين الكماة أما حاموا أما اغتضبوا
- أين الجيوش التي تُحمى بها الدول
- هيهات ما نفعوا شيئا وما دفعوا
- عنك المنية إن وافى بها الأجل
- فكيف يرجو دوام العيش متصلا
- من روحه بحبال الموت تتصل
فاكهة الكلام:
قيل إنه جاء رجل إلى امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فقال: أسألك عن اربع مسائل فقال علي بن ابي طالب عليه السلام: اسأل وان كانت اربعين فقل: فقال الرجل: أسألك عن ما الواجب وما الأوجب، وما القريب وما الأقرب، وما العجيب وما الأعجب، وما الصعب وما الأصعب؟
فقال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام: الواجب طاعة الله والأوجب ترك الذنوب، وأما القريب فالقيامة والأقرب الموت، أما العجيب فالدنيا والأعجب منها حب الدنيا، أما الصعب فالقبر، والأصعب منه الذهاب بلا زاد.
[email protected]