تنحى الرئيس حسني مبارك لأسباب كثيرة، منها ان البرلمان المصري أصبح برلمانا حكوميا بالاغلبية وهناك أربعة أشخاص فقط معارضون، ومنها ان الشعب المصري بات غاضبا.
والمهم أن يوم الجمعة يوم بركة على الأمة الإسلامية والمسميات التي أطلقت على يوم الجمعة غريبة «يوم الغضب والرحيل والمليونية والاعتصام».
لكن الكويت لها وضع خاص جدا، لأننا نتمتع بحرية كاملة قبل تطبيق الدستور وبعد تطبيق الدستور الكويتي عام 62، ومرت على الكويت أحداث كثيرة تشبه الأحداث والمسرحيات الحالية، بل هناك أحداث دموية وأحداث استمرت سنوات حتى خرجنا منها متضامنين ومتحابين، لكن لغة الحوار والعبارات والخطابات والاشخاص كلها تتغير «بوجهة نظري أن هذه هي صحة سياسية».
والصحة الواضــحة الآن أن شبابنا أصبحوا واعين بالأحداث أولا بــأول مــن خلال التليفونات النقالة والإنترنت، أما عن التجــمعات والمسيرات الاحتجاجية والصيحات التي تطالب بإسقاط رئيس الحكومة فهم أشخاص يطالبون بأصواتهم لا بأسلحتهم، وكونهم أبناء الكويت وحقوق أهل الكويت محمية من قبل الدستور، علينا أن نذكر موقف وزارة الداخلية من الأفراد والضباط الذين ساهموا برفع سقف الحرية في الكويت، شكرا جزيلا لوزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود على استيعاب المعتصمين في ساحات الدولة التي أنشئت من أجل الشعب، وضبط المسيرة وإرجاعهم إلى أهلهم سالمين. هذه تكتب لكم خاصة أن هناك أحداثا سابقة غير موفقة.
أما عن مجلس الأمة فقد انعكس الصراع الفكري والطائفي من السلطة التشريعية قبل أسابيع إلى صراع فكري بين السلطة التنفيذية، واتضح لنا أن هذا الصراع هو عرض عضلات واستعراض قوة، وأثبت الشيخ أحمد الفهد أنه يتمتع بحنكة سياسية ليست بجديدة لكنه أحياها من جديد، كل شخص قوي عليه أن يتصدى للمصاعب وان كانت كبيرة وثقيلة يحاول حتى يزداد قوة. ومن منطلق الحراك السياسي الذي نعيشه هذه الأيام بين لنا أننا نعيش في قمة الانتعاش السياسي وهذا الانتعاش القائم يعطي لنا دروسا كثيرة والأجيال القادمة ستستفيد من هذه المواجهات والمساومات وتتعلم وتتألم وتتفهم ما يعني أعضاء مجلس الأمة ودورهم الحقيقي لتحقيق أهداف مشتركة تبني مجتمعاتنا وتحمي أموالنا ومراقبة من يعبث بشؤوننا. الأحداث والمتغيرات السابقة والحاضرة والمستقبلية تعلمنا منها وتعاملنا معها وسنتصدى لها، كلنا للكويت والكويت لنا.
[email protected]