تعلمنا من الدين الاسلامي والعادات الحميدة والأصيلة التي استنبطناها من أجدادنا أن النسيج الاجتماعي يتكون من أسرة وشعوب وقبائل، وقال الله تعالى في كتابه الكريم (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير). وكذلك أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بصلة الأرحام وأوصانا بسابع جار.
وتعلمنا من أجدادنا وعلمائنا أن التواصل بين الناس رحمة من الله وأن التواصل لوجه الله سبحانه يعطي البركة لصاحبه، كما يؤدي التواصل الاجتماعي إلى تحقيق الترابط والتآلف والتلاحم والتكامل بين الشعوب، لذا علينا أن نتواصل مع الناس للحفاظ على الموروث الاجتماعي والثقافي.
ومن الحكمة ان ندمج التواصل بالعطاء، فالأصل في التواصل العطاء، ابتغاء وجه الله عز وجل.
وللعطاء أنواع، عطاء من وقتك وجهدك ونفسك، وكذلك وقفتك مع الآخرين في الأفراح والأحزان، والعطاء بالكلام الحسن، والعطاء بالحب، والعطاء بالتعاون والتعامل الطيب، وهناك أحداث كثيرة ترسخ في أذهاننا بأهمية العطاء ما بين الناس. وقد علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «التبسم في وجه اخيك صدقة»، و«تهادوا تحابوا».
وهذه الأيام نعيش أحداثا غريبة، من غبار سياسي وإعصار شعبي وهدر للدماء في بعض العواصم العربية، وأصبح التواصل السياسي معدوما بسبب العراك التشريعي والتنفيذي، ولكل طرف مؤيدوه ومشجعوه والكل يضرب الطرف الآخر، وكأن الحوار السياسي الراقي أصبح عملة نادرة.
نحن نفتقد التواصل بين النواب والوزراء، فعلى قياديي الدول فتح ابواب التواصل بين الشعب والقياديين لتقترب الآراء، ويلتحم الشارع السياسي وتذهب التعصبات الطائفية والقبلية والحزبية.
الكويت هي أرضنا وحزبنا وقبيلتنا وشعارنا وأرض الحياة والممات، والتواصل والعطاء الاجتماعي والسياسي هما من اجل الكويت لا من اجل افراد في مجتمع الكويت.
[email protected]