من منا لم يذهب إلى الطبيب بحثا عن العلاج فيجد أن العلاج الذي كان يصرف له منذ الطفولة إلى الآن لم يتغير مهما كان المرض أو اختلف عمره، فيذهب مجبرا إلى طبيب آخر حتى يجد علاجه فيقول لك الأخير ان الطبيب الأول سيئ ويصرف له دواء مختلفا ولكن دون أي تحسن في حالته فيضطر الى أن يدخل على الإنترنت بحثا عن العلاج.
من منا لم يذهب إلى «مراجعة» فيقول له موظف كلاما مختلفا عن الموظف الآخر رغما عن أنهم يعملون في نفس المكان فيضطر الى أن يبحث عن كيفية تقديم الأوراق وآلية العمل في وزارة أو إدارة لا شأن له بها.
من منا لم يذهب ليصلح سيارته فيتعرض للنصب فيضطر الى أن يبحث عن كيفية إصلاح عطل السيارة وهو غني عن ذلك حتى يحمي نفسه من النصب. وقس على ذلك المقاول والكهربائي والصحي وغيرها من الحرف التي يكون المواطن في غنى عن معرفة تفاصيلها، لكن يضطر لمعرفة بواطن هذه المهن حتى يحمي نفسه.
صحيح أن نسبة غير بسيطة من المعلومات التي يستقيها المواطن من هنا وهناك غير صحيحة لعدم الثقة في المتخصصين في هذه المهن فيلجأ للبحث عن ضالته من المعلومات لدى غير المتخصصين فيخطئ.
وبسبب هذه المعلومات الخاطئة ارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات تعيب على الكويتي أنه يعرف كل شيء وهو بالحقيقة فخر، فلو أن حماية المستهلك منعت الغش والوزارات والإدارات قامت بتوعية موظفيها وقامت بدورها بالشكل الصحيح لما احتاج المواطن لأن يعرف كل شيء.