هناك علاقة وثيقة في الثقافة اليابانية بين زهور الساكورا (الكرز) والساموراي (المحارب الياباني) فهما مرتبطان، ويقصد بذلك بأن الساكورا تزهر لفترة بسيطة مقارنة بغيرها من الأزهار، فهي تزهر من أسبوع إلى عشرة أيام لكنها تكون في غاية الجمال والساموراي تكون فترة حياته قصيرة مقارنة بغيره من البشر بسبب الحروب لكنه يكون خلال حياته مخلص لرؤسائه ويتحلى بالأخلاق الحميدة.
اليابانيون مغرمون بأخلاق الساموراي وهذا يفسر كثرة الانتحار عندهم لأن الساموراي يجب عليه أن يقدم على الانتحار حين فشله في مهمة أو عندما يأمره سيده بالانتحار، فهو من الأشياء الحميدة عندهم، فتشاهد اليابانيين الحاليين يقدمون على الانتحار بكثرة في شهري ابريل ومارس وهي الأشهر التي تعلن فيها نتائج القبول في الجامعات والشركات، فيقوم الياباني بمعالجة فشله في القبول بالانتحار وهذا يعتبر معالجة منطقية بأعراف الساموراي.
وهذا ما ينعكس على أشياء كثيرة في الاقتصاد والسياسة فمثلا قام وزير النقل نارياكي ناكاياما عام ٢٠٠٨ بالاستقالة بعد توليه منصبه بأربعة أيام، وكانت الاستقالة ليس لأنه قام بأفعال خاطئة إنما فقط بسبب تصريحات لم تلق قبولا عند بعض فئات المجتمع الياباني، فبالنسبة لهذا الوزير الاستقالة هي انتحار سياسي وهذا ما حدث فعلا تم قبول الاستقالة ولم يعد الى كرسي الوزارة بعدها.
أما وزير التجارة الياباني يوشيو هاتشيرو فقد استقال عام ٢٠١١ بعد أسبوع من توليه المنصب، وذلك
بعد أن مزح هاتشيرو مع مراسل وقال له «سأعطيك إشعاعا» بعد زيارة الى محطة فوكوشيما التي حدث فيها انفجار إشعاعي بعد التسونامي الأخير الذي ضرب اليابان فاستنكر الرأي العام مزحته فقدم استقالته.