حسب أكثر النظريات الاقتصادية رواجا والتي وضعها الاقتصادي والت ويتمان روستو كل المجتمعات المتطورة لا بد أن تكون مرت بعدة مراحل من التطور، المرحلة الأولى مرحلة المجتمع البدائي، وتتميز هذه المرحلة بالبدائية فكل الانتاج يدوي، وانغلاق المجتمع على نفسه وانتشار نظام الاقطاع وانخفاض مستوى الانتاجية ودخل الفرد من الناتج الوطني، ومن الناحية الثقافية يتمسك أفراد المجتمع بتقاليدهم فتجدهم يجرمون أو يحرمون كل جديد، ومشكلة هذه المرحلة أنها طويلة جدا.
المرحلة التالية هي مرحلة الاستعداد للتطور وبداية الانطلاق ويكثر فيها المفكرون ودعاة التقدم والنقاش الفكري وهدم الأعراف التي تقف في وجه التطور، ويستخدم المجتمع فيها بعض الآلات الخفيفة التي تسهل الإنتاج ويقوم المجتمع بإنشاء المصانع الخفيفة ويتوسع في الزراعة وهي مرحلة قصيرة يكون فيها التطور والتقدم الاقتصادي واضحا على المجتمع، ويتغير فكر المجتمع وتتغير أخلاقياته بما يتناسب مع تطوره وتعليمه.
مرحلة النضوج تأتي بعد هذه المراحل والتي يزيد فيها استثمار المجتمع على استهلاكه وفيها تتم الصناعات الأساسية كالحديد والصلب وصناعات الكهرباء وينضج فيها المجتمع فكريا وثقافيا، أما الاستهلاك الزائد فهو المرحلة الأخيرة، وفيها تزيد كمية انتاج المجتمع على استهلاكه ويزيد دخل الفرد والدولة، ما يؤثر على ارتفاع استهلاك الأفراد للمنتجات.
لا ينتهي مجتمع من أي مرحلة إلا وتعلم منها الكثير فيتطور العقل الجمعي وتتغير الأخلاق والمعاملات السائدة فيه بشكل يتأقلم مع تطور المجتمع بكل مرحلة يمر بها، الكويت ودول الخليج كسرت هذه القاعدة التاريخية بسبب النفط، لأننا قبل النفط كنا في المرحلة الأولى أغلب حياة مجتمعنا تنجز يدويا، وبعد النفط انتقلنا للمرحلة الأخيرة وهي مرحلة الاستهلاك الزائد فلم يكن بالمجتمع القواعد الفكرية التي تسمح بالتأقلم مع النمو الاقتصادي فأصبحنا نستهلك وبكثرة من دون إنتاج يذكر.