قابلية السحب هي القدرة الفيزيائية للوقوع تحت تحكم قوة الجر أو السحب وهي ما نسميها بلهجتنا العامية «القلص» والتي بالغالب تكون للأشياء الثقيلة والتي لا تستطيع التحرك لوحدها دون مؤثر خارجي إما لنفاد طاقتها أو لتأثير وقع عليها من خلال محيطها، فمثلا إن نفدت بطارية سيارتك وجب عليك قلصها إن لم تستطع إصلاحها، وكذلك من دخل بسيارته في محيط لا يستطيع المناورة فيه بدخوله «غرازه» وهو ما يعرف يسوق أصلا لا يتفلسف ويدق على «ونش» أبرك له.
ولكن في زماني هذا لم يقتصر القلص على الجماد بل تعداه إلى البشر فكثير من الأشخاص الذي يضع نفسه في موقف محرج هو بغنى عنه وذلك من أجل لفت الانتباه وتركيز الضوء عليه، وفجأة تلقاه يدور «ويشحذ بعيونه» عن صديق يقلصه أو يخلصه للخروج من ورطته.
وهذه حال بعض النواب، فكثير منهم نفدت أو كادت تنفد بطاريته السياسية أو قاعدته الانتخابية أو حتى الحظوة التي كان يتمتع بها بين ناخبيه وهو الأمر الذي يجعله يستجدي «من يقلصه» وأحيانا قد يجد من يحاول يعدل اللي سواه وقد لا يجد أبدا.
وبالرجوع إلى مقال «الحلاق بو ربع» الذي ذكرت فيه أن الانتخابات القادمة ستكشف خبايا لا تكاد تصدق وأن انتخابات المجلس البلدي القادمة ماهي إلا صورة مصغرة عما سيأتي بقادم الأيام وهي أبلغ مثال على ما أود أن أقوله حيث بلغت نسبة التغيير 90% حيث ان بعض الأعضاء السابقين بالمجلس البلدي لم يجدوا من يقلصهم أو كانت كلفة قلصهم عالية وتركهم بات «أبرك وأوفر« وهذه رسالة صادمة أوصلتها نسبة 25% فقط من الناخبين الكويتيين الذين شاركوا بالعملية الانتخابية يوم السبت الماضي لكل من حاد عن مهام وواجبات العمل البرلماني المتمثل بالتشريع والرقابة وانصرف الى الاستفادة الشخصية من مميزات جلوسه على كرسي لم يستحقه ولم يكن كفؤا بالجلوس عليه أصلا معتمدا على من يقلصه إذا «غرز» بعد أن بات إصلاحه أمرا أشبه بالمستحيل.
وها أنا ذا أكرر لكم: إن من استخف بالناخب الكويتي وقدرته على التغيير أسقط نفسه في بئر وهم كبير لن ينفع معاه «كرين» يقلصه.
أدام الله أهل الكويت على طاعته وحبهم لبلدهم ولا أدام القالص والمقلوص لمنافعهم الشخصية.