يكرر بعض النواب من كتلة «إلا الدستور» الشكوى المرة من المحاصرة الإعلامية التي يتعرضون لها وعدم قدرتهم على إيصال وجهة نظرهم للشارع الكويتي وأن هذه المحاصرة تأتي من الإعلام الكويتي، وهذا يأتي من باب التبرير للجوئهم لقناة الجزيرة وما قد يلجأون إليه من قنوات أخرى في المستقبل.
وهذه الشكوى قد تكون مقبولة لو أنني ومعي كل الكويتيين لم نشاهدهم يبرزون على تلفزيون الراي ولم نر بأم أعيننا وملء أسماعنا دعوات كثيرة ومتكررة من أكثر من قناة كويتية ومنها قنوات كررت الدعوة لهم أكثر من مرة وعلى الهواء، ومن هذه القنوات على سبيل المثال لا الحصر قناة الوطن وقناة الصباح الإخبارية على الأقل. هذا فيما يتعلق بالإعلام المرئي، أما المطبوع فإنني شاهدت تغطية واسعة بل ويستطيع من أراد المبالغة أن يصفها بالمتحيزة من قبل إحدى الصحف الزميلة، وتغطية متوازنة في معظم الصحف الأخرى ولا أدري ما الذي كانوا يريدونه بل كأنني أراهم يريدون أن تعلن القناة تأييدها المطلق لهم وتتهم معارضيهم بالخيانة وبيع الوطن ومن ثم فإنهم سيحضرون ويصرحون عبرها.
أما قبل ذلك، فلا وألف لا وعليه فإنهم محاصرون إعلاميا في وطنهم وهذا أمر محال أن يتم فهو مخالف للمنطق وواقع الحال، ومع ذلك فقد ذهبتم إلى «الجزيرة»، فما الذي حققتموه هل انقلب الشارع معكم، وهل خرجت الجماهير تؤازر شعاركم؟! والمؤسف في الأمر أنكم أرسلتم رسالة للخارج بأننا نعيش في وطن من أوطان العالم الثالث، حيث لا مكان لحرية الرأي بالرغم من أننا يحسدنا الكثيرون من قريبين وبعيدين على ما ننعم به من هامش حرية كبير وواسع جدا يسعنا لنقول ما نريد وبأريحية ولا يزورنا زوار الفجر ولله الحمد والفضل والمنة.
وحقيقة الأمر أن كتلة «إلا الدستور» خرجت عن إطار المألوف في معارضة الحكومة بل وفي شتم وتخوين إخوانهم في هذا الوطن لأنهم خالفوهم في الرأي رغم أنهم أقرب للحق منهم وما استطاعوا أن يحققوا أي مكاسب لدعم تكتلهم شعبيا بل على العكس تماما فما زادتهم إلا انحسارا شعبيا كما أن «الجزيرة» تركتهم بعد أن أعطتهم أملا بأنها ستفتح لهم فضاء الجزيرة التي هي تعاني من انحسار كبير بالمشاهدة على المستوى العربي ناهيك عن المستوى الكويتي والأهم من كل هذا وذاك أن أحدا لم يحاصرهم بل هم من حاصروا أنفسهم وبأيديهم.. هداهم القادر جلت قدرته.
[email protected]