الاستقالة التي تقدم بها وزير الداخلية الفريق ركن متقاعد الشيخ جابر الخالد من منصبه بسبب شبهة تعذيب مواطن تنم عن إحساس مرهف بالمسؤولية السياسية نفت بشدة وقوة الاتهامات التي كان يكيلها له خصومه في مجلس الأمة من أنه متشبث بكرسي الوزارة وما شابه من اتهامات، وهم في الواقع خصوم لتطبيق القانون والنظام فهم يريدونها فوضى وصاحبهم الذي يرضون عنه ويغضون الطرف عنه هو من يمرر تجاوزاتهم وإلا فإنهم سيقيمون الدنيا ولن يقعدوها إلا باستقالته، وهذا ما كانوا يريدونه بالضبط وها هو قد تحقق بعد أن ساق الله لهم هذا الخطاء الجسيم وغير المتوقع وغير المحسوب إلا أنه جاء وتحقق لهم ما أرادوا، وكنا نتمنى أن يبقى صامدا في وجه طغيانهم ولكنها ارادة العزيز القدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ويبقى السؤال هل سيهدأون قليلا ويتقون الله في هذا الوطن العزيز ومصالح شعبه الكريم نتمنى ونضرع للباري جلت قدرته بأن يهديهم ويصلحهم.
ويبقى أيضا أن نقول للشيخ الجليل بيض الله وجهك فقد دخلت الوزارة عزيزا وأدرت أمورها على خير ما يريد الله ثم الوطن وأهله وشكرا بل وألف شكر على وقوفك كالطود في وجه الفوضى والتجاوز والطغيان وعندما جاءت المسؤولية السياسية حملتها وتحملتها كما يتحمل الرجال بل والأبطال منهم عبئها وخرجت من الوزارة أكثر عزة وبوجه أبيض ويدا طاهرة فشكرا أبا نواف.
وأقول لحكومتنا اقبلوا الاستقالة وعينوا وزيرا آخر ولكن بمواصفات أبي نواف من قوة شخصية وقوة القرار وهم إن شا الله كثر، وأقيموا الحجة القاطعة على المؤزمين ليعرفهم كل مخدوع بهم، وأتمنى بل وأرجو العزيز القدير أن ينال من قام (أو قاموا) بتعذيب ذاك المواطن المسكين حتى فاضت روحه لبارئها فهم أشخاص موتورون متعدون على القانون والحق نطلب المحاسبة والقصاص حتى يكونوا عبرة ويحترم الجميع نفسه ويجبر على احترام حقوق الإنسان أيا كانت جنسيته أو ديانته أو ملته فالإنسان له حقوق يجب أن تحترم وتوقر وأولها كرامته وخصوصا في أقسام المباحث.
[email protected]