الاحتجاجات العفوية والقوية التي قادها شباب مصر والتي أدت لما نشاهد من أوضاع، ووقفت منها حركة الإخوان المسلمين في مصر (وهي القيادة المركزية لحركة الإخوان المسلمين العالمية) وقفت إزاء هذه الاحتجاجات على الحياد التام وذلك خلال الأيام الثلاثة الأولى، راقبت وحللت الوضع وعندما تأكدت من ثبات المحتجين وترنح واهتزاز الأمن بل اختفائه من الشوارع والأحياء والميادين تحركت فرقهم (الإخوان) وهاجمت السجون وخصوصا التي يحبس فيها أتباعهم وأتباع حركة حماس والمتحالفين معهم من قوى إرهابية وحركات إسلامية راديكالية فحطموا أبواب تلك السجون وانقضوا على حراسها، فحرروا جميع المساجين من أتباعهم ومن يريدون إطلاقهم، بمن فيهم القتلة والمجرمون وقطاع الطرق، ما شجع الأهالي على مهاجمة السجون الأخرى لإخراج أبنائهم منها فحقق إخوان مصر إنجازا كبيرا لطالما تمنوا تحقيقه، ولكنهم قدموا لشعب مصر الثائر المطالب بالحرية هديتهم المفخخة التي كادت تطيح بالثورة وغاياتها النبيلة فكان هذا الإنجاز الأول!
أما الإنجاز الثاني فكان أنهم انقضوا على مراكز أمن الدولة وأحرقوها بعد أن بعثروا أوراقها السرية التي يتعلق بعضها بأتباع الإخوان وحلفائهم، ومنها ما يتعلق بجواسيس إسرائيل والمتعاونين معها وآخرين يتربصون بمصر وأهلها شرا، فحققوا الهدية المفخخة الثانية لمصر وشعبها وشبابها الثائر!
أما الإنجاز الثالث فقد كان بالهجوم على مراكز الشرطة ومقرات الحزب الوطني والتعدي على منتسبيها المتواجدين بها بالضرب وأحيانا بالقتل وأيضا بعثرت أوراقها وقاموا بحرقها عن بكرة أبيها وكأنها أملاك إسرائيلية وليست أملاك مصر وشعبها وبنيت من عرقه ودمه، وكان ذلك للتنفيس عن الحقد الدفين والثأر مما ألحقوه بهم، ولكنهم وإن حققوا إنجازهم الثالث فإنهم قدموا الهدية الثالثة المفخخة أيضا لثورة مصر وشبابها!
واليوم بعد أن فرغوا من تحقيق أغراضهم الدنيئة انضموا لشباب مصر بالاعتصام، واليوم ها هم يستقلون عنهم بعض الشيء بأن دعوا إلى مظاهرة خاصة بهم يوم أمس الأول تنطلق من أحد أكبر مساجد حي شبرا بعد صلاة العصر، لإثبات الوجود والعمل على اختطاف الثورة والعمل والتفرد قدر الإمكان بجني أو قطف ثمارها أو المشاركة على أقل تقدير!
هذه الأحداث والأعمال التي قامت بها هذه الحركة المشبوهة تؤكد مرة أخرى وبما لا يدع مجالا للشك نهج وديدن هذه الحركة الانتهازية التي لا تتورع أبدا عن ذبح مصالح الوطن والشعب (أيا كان) لتحقيق غاياتها الضيقة وعلى حسابهما تأكيدا لشعارهم المشهور الغاية تبرر الوسيلة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[email protected]