في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها الإقليم وليس محيطنا الجغرافي وحسب زادت علينا المظاهرات والاعتصامات، فبين يوم وآخر تخرج علينا مظاهرة أو اعتصام وكنا نقول هذه الديموقراطية وهذه إحدى معطياتها، ولكن أن تصل الاعتصامات الى اعتصامات طائفية على وقع ما يجري بالمحيط والإقليم وليس لقضايا وطنية تخصنا، فهذا ما ليس له تبرير ولا تفسير ولا منطق.
صحيح أن الكويت بقلبها الكبير تسع الجميع وصحيح أن ديموقراطيتها تحتوي على الأضداد، ولكن في مثل هذه الظروف الدقيقة بل والحرجة يجب على أهلها الحرص عليها واتقاء الله فيها واتقاء الله بأهلها، فلا يجوز أن يخرج علينا اعتصام مملوء بالأنفاس الطائفية المقيتة التي لا تخدم أحدا بما فيها الطائفة التي خرجوا بادعاء أنهم يريدون حمايتها أو الدفاع عنها، فهذا مدعاة للإساءة لها وقبلها للأمن الوطني وهي لا تخدم إلا الجهات المتربصة بهذا الوطن وأهله.
بل إنني أزعم أن كل من نظم اعتصاما او دعا اليه بنفس طائفي لا يريد الدفاع عن الطائفة وإنما يريد أن يتكسب من الطائفة إما انتخابيا أو ما شابه من هذه المآرب الشخصية الأنانية الضيقة وعلى حساب الطائفة والوطن وأهله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي هذا المقام أقول إن أهل الكويت على مختلف شرائحهم وطوائفهم وعبر التاريخ وما مر عليهم من محن وأزمات وحروب كانوا قبلها وخلالها وبعدها وما زالوا متحابين متراصين متعاضدين تربطهم ببعض علاقات نسب ومصاهرة وتجارة وجيرة ومحبة على الرغم مما يقوم به البعض من أبناء الكويت من شحن طائفي بين الحين والآخر، وستظل الكويت إلى أن يرث العزيز القدير الأرض وما عليها بسنتها وشيعتها وحضرها وقبائلها وباقي أقلياتها عزيزة فيهم وهم أعزاء بها وسيحفظهم القوي الأمين ما حفظوا نعمه عليهم.. وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]