منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي والجمعيات التعاونية وللأسف الشديد أضحت هدفا أساسيا للتيارات السياسية وعاملا مساعدا على تكريس وتأصيل القبلية والطائفية، فقد صارت جمعيات المناطق الداخلية على الأغلب مرتعا أو مزارع لتيارات سياسية تتقوى بها في الانتخابات سواء لمجلس الأمة أو في البلدية وخصوصا التيارات الإسلامية منها، لاسيما في ظل هيمنة التيار على الجمعية، تذهب الزكاة حصرا للجمعية الخيرية التي ينطلقون منها وهي الوظيفة المثالية والسائغة لكوادر التيار سواء من القيادات العليا أو الوسطى وحتى السفلى سواء كان ذلك عبر أجر عال مقابل عمل أو حتى أجر من غير عمل للجمعية.
وقد يكون العمل في التيار ككادر، أو من أجل شراء الولاءات لدعم مرشحي التيار في الانتخابات وهذا أمر معتاد، وكذلك تصبح الجمعية مركزا حيويا لتسويق بضائع منتمي التيار بامتيازات عالية ومناقصات الجمعية تذهب أوتوماتيكيا لشركات المنتمين للتيار والمحسوبين عليه.
وكل هذا على حساب المساهمين في هذه الجمعية وسكان المنطقة وعلى حساب العمل التعاوني، لذلك صارت بعض الجمعيات التعاونية محتكرة على تيار سياسي منذ عقود كحال إحدى الجمعيات التي تحتكر إدارتها حركة حدس منذ 3 عقود من الزمن حتى ان اسم التيار تغير وهم لايزالون يحتكرون إدارة هذه الجمعية، إلى ان صارت هذه الجمعية غنيمة ومزرعة لهذه الحركة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. واليوم يتوقع أن ينظر مجلس الأمة الموقر في قانون التعاون الجديد في المداولة الثانية والنهائية وسط بروز معارضة شديدة من ممثلي التيارات الذين بعد أن تم إقرار القانون في مداولته الأولى دون وعي منهم بخطورته على مصالح تياراتهم فتنادوا اليوم هم وتعاونيوهم للمطالبة بتأجيل إقرار القانون للمزيد من الدراسة فقط لا غير، على الرغم من أنهم يشيدون بأكثر نصوصه. وحقيقة الأمر فإن أكثر ما يصيبهم بالذعر المادة التي تحدد أحقية الناخب في انتخاب شخص واحد وهذا ما يمنع الاحتكار من قبل عصبة سياسية أو قبلية أو طائفية ويفتح الباب على مصراعيه لتنوع مجلس إدارة الجمعية ليزخر بجميع أطياف المجتمع وأكفأهم باستقلالية تامة ويغلق الباب تماما على التآمر الذي يحدث بالمعتاد على وزارة الشؤون وعلى المساهمين لخدمة التيار، ويتحول الأمر كله ليكون لخدمة المنطقة وسكانها ومن ثم خدمة هذا الوطن العزيز.
لذلك نطالب النواب وتحديدا الأغلبية العاقلة والحكومة بإقرار هذا القانون اليوم في مداولته النهائية من أجل القضاء على الاحتكار وتحرير الجمعيات التعاونية من الاحتكار السياسي والقبلي والطائفي، وفقكم الباري عز وجل لخير الكويت العزيزة وأهلها الكرام.
[email protected]