باسل الجاسر
الكتابة تعبير عن الذات وما يجيش بالنفس وهي متنفس للعقل والقلب وإبراء للذمة، فعندما تدق ناقوس الخطر حول موضوع معين أو تسلط الضوء على موضع خطأ أو خطر فإنك تريح نفسك وتبرئ ذمتك تجاه مجتمعك ووطنك حتى لو لم يلتفت لما قلت أو طرحت، الا انك تكون أديت واجبك تجاه ربك أولا وتجاه مجتمعك ووطنك، وكذلك هو الحال بالنسبة لتنوير المجتمع.
وهذا بالرغم من ان الصدق أو التنوير أو النقد عموما يجر على صاحبه الكثير من المتاعب التي جربتها وخبرتها منذ بدأت رحلتي مع القلم فعليا سنة 93 إلا انني أعود للكتابة باشتياق عظيم بعد فترة انقطاع استمرت لأكثر من آربع سنوات شغلتني خلالها الدنيا عن هوايتي أو قل صنعتي الحقيقية التي افتقدتها كثيرا وطويلا بالرغم من انني لم اعتزلها تماما فكثيرا ما كنت اكتب لنفسي، وخلال السنوات الأربع الماضية أصدرت كتاب «لمن تدلي بصوتك؟» مطلع العام 2006، ومع ذلك فإنني افتقدت الكتابة عبر زاويتي هذه «رؤى كويتية» فالكتابة هنا لها طعم ومذاق آخران مختلفان عن كل صنوف الكتابة.. ولعل ما كان يطمئنني وربما أخر عودتي هو نيتي العازمة للعودة بيد ان الوقت قد طال والشوق زاد لقارئي الكريم.. المهم انني اليوم أمسكت بالقلم وها هو يجري بسرعة مخلفا وراءه السطور، ولا أدري ان كانت فرحته جعلته يجري أم ان فرحتي هي التي جعلته يجري منطلقا بسرعة البرق لكتابة موضوع بسيط أمهد به لعودتي وليكون مدخلا لقارئي الكريم وأسجل له اعتذاري الشديد عن انقطاعي وأعرب له عن اشتياقي اليه، وأبين بما ستهتم به هذه الزاوية في المستقبل ان شاء العزيز القدير، وواقع الأمر ان هذه الزاوية ما هي الا امتداد واستمرار لما كان يطرح فيها قبل أربع سنوات وأضيف اليها تراكم بعض الخبرات والقراءات والتحليلات لما جرى ويجري في هذا الوطن وحوله.. اذن سنهتم في هذه الزاوية بكل ما يهم هذا الوطن العزيز وهذا الشعب الكريم وسنسلط الضوء على مواطن الفساد والخطأ والخلل رغبة في محاربتها أو تأطيرها على أقل تقدير.. وسنسلط الضوء ايضا على مواطن النجاح والاخلاص وكل مكسب وطني رغبة في توسيع أفقها وزيادة مساحتها لتشمل كل أرجاء الوطن ليستظل بها كل أبنائه الكرام.. وستعمل هذه الزاوية بإخلاص لتكريس العدالة والمساواة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص داعية لتقدم هذا الوطن وما يحقق ازدهاره ورقيه، ومهتمة بكل ما من شأنه رفعته ويحقق استقراره وديمومة استقلاله وبنفس الوقت ديمومة عز أهله وأمنهم وغناهم.. كل هذا سيحاول العبد الفقير لله معالجته وطرحه من خلال هذه الزاوية.. هذه هي الآمال ونسأل الباري عز وجل التوفيق والسداد فهو نعم المولى ونعم النصير وللاجابة أهل وقدير.