باسل الجاسر
يحل فخامة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ضيفا عزيزا على أخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، كما يحل عزيزا على الكويت وأهلها، ويأتي هذا التقدير وهذا الاعتزاز الكبيران المكنونان في هذا الوطن لعدة أسباب لعل أهمها وأبرزها على الاطلاق هو الدور المحوري والرئيسي للشعب الاميركي العظيم بعد العزيز القدير في تحرير الكويت وشعبها وتخليصها من براثن الاحتلال الصدامي البغيض وتسخيرهم لجميع امكانياتهم بصدق واخلاص لتحقيق هذه الغاية التي استهلكت الكثير والكثير من الدماء والأموال والجهود المضنية، الى ان تحقق المراد من رب العباد عز وجل وعادت الكويت حرة عزيزة واقتحمت الفرحة من جديد قلوب وأفئدة أهل الكويت بعد ان غادرتهم ما يزيد على ستة أشهر، ومنذ ذلك الوقت والكويت وأهلها يحملون مشاعر الامتنان ومشاعر العرفان لكل من ساهم في تحرير وطنهم، وعلى وجه الخصوص للشعب الأميركي العظيم.
كما ان هناك اسبابا اخرى منها انه رئيس الدولة الأعظم بالعالم، ومنها ايضا ما هو اسباب قومية وما هو اسباب إسلامية، فلأميركا من الدور العظيم في تحرير سيناء والاراضي الأردنية التي اغتصبتها اسرائيل ما يبعث على التقدير والعرفان، ولانزال كشعب عربي نتطلع ونتوقع المزيد نحو تحرير باقي الاراضي العربية التي اغتصبها الكيان الصهيوني في يونيو 67 وفي مقدمتها القدس التي ان ردت الى اهلها وتمكن العرب والمسلمون من زيارتها والتي يمنعهم منها الاحتلال الاسرائيلي فستحقق اميركا انجازها الأعظم في مساعدة الشعوب العربية والاسلامية على حد سواء، وانني على ثقة مطلقة بأن يكون هذا كفيلا بتغير المشاعرالسلبية لدى الكثيرين منهم بسبب دعم اميركا للكيان الصهيوني الذي جاهد في سبيل تأجيجها، وستتحول هذه المشاعر السلبية الى مشاعر ايجابية ان لم تتحول الى مشاعر عرفان ذلك ان القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وان تمكن العرب والمسلمون من شدّ الرحال اليه بعد ان كان لأميركا دور فاعل كالذي فعلته في وادي عربة وفي كامب ديڤيد، فإنهم سيقولون شكرا اميركا وستلهج بها قلوبهم قبل ألسنتهم، اقول هذا بثقة لا يخالطها شك ولا ريب.
أما اسلاميا فقد كان لأميركا وشعبها العظيم الدور المحوري في القضاء على زبانية المتطرف ميلوسيڤيتش والقائه في السجن ومحاكمته الى ان قضى، بسبب جرائمه ضد الانسانية وضد مسلمي البوسنة وكذلك مسلمي كوسوڤو الذين ينعمون الآن بالحرية بفضل العزيز القدير ثم بفضل أميركا، كما ان المساعدات السخية التي يقدمها الشعب الاميركي عبر حكومته للشعوب المعذبة في جميع أصقاع الأرض، خصوصا الاراضي العربية والإسلامية، هي ايضا مبعث تقدير واعتزاز.
هذه بإيجاز شديد أسباب وأساس حب واعتزاز وامتنان الكويت وشعبها لأميركا وشعبها العظيم الذي نذكره هذه الايام ونحن نرحب بزيارة فخامة رئيس الولايات المتحدة الاميركية للكويت ونقول حللت أهلا ووطئت سهلا ومرحبا بك بين أصدقائك وحلفائك، وقلوبنا تردد: شكرا أميركا، واللسان يصرخ قائلا: عاشت ودامت الصداقة الأميركية - الكويتية.