باسل الجاسر
أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فرع حركة الإخوان المسلمين العالمية في فلسطين يوم الأربعاء الماضي في مؤتمر صحافي من دمشق بعد ما وصفه بالمجزرة التي قتل فيها 19 فلسطينيا ان هذا الدم الفلسطيني المسفوك سيقصر عمر إسرائيل وسيكون تدميرا لها، لا سلام مع القتلة ولا امن للمجرمين، وأكد انه بعد مجزرة غزة لن يكون هناك تبادل للجندي جلعاد شاليط ولا تهدئة، متهما الإدارة الأميركية بأنها من أعطى الاسرائيلين الضوء الاخضر للقيام بهذه العمليه والبطش بحماس لاجبارها على الاعتراف بإسرائيل، وحمل الرباعية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والعالم المسؤولية تجاه كل ما حدث وسيحدث لشعب غزة، وشن على إخوانه في فتح الذين انقلب عليهم قبل أشهر وأعمل فيهم القتل والتنكيل هجوما يطالبهم فيه بوقف المفاوضات مع الاسرائيلين، كما شن هجوما على الانظمة العربية والاسلامية محملا إياها مسؤولية ما يحدث لشعب غزة ومطالبا بضرورة العمل لكسر الحصار المفروض على غزة في إشارة إلى مصر التي ترتبط بمعاهدة سلام مع الجانب الإسرائيلي، وفي نغمه تحريضية قال ان الشعوب العربية والاسلامية تقف مع الشعب الفلسطيني، وطالب الشعب في غزة بالثبات والصمود مؤكدا ان النصر ات....؟
هذا ملخص شديد لمقالة بطل الأبطال والفارس الهمام الذي لا يشق له غبار ولا تدركه الإنس ولا الجان .. نعم إن ما قاله خالد مشعل قد يؤثر بالشعوب المتخلفة التي لا تدرك من الواقع شيئا وتصدق كل الوعود التي تأملها بما تحب حتى ولو كانت كاذبة ومجرد أوهام... ولكن عندما يطلق الكلام بهذا الشكل المجافي للمنطق والحق والواقع فيجب التصدي له وتفنيده وتنوير الناس بحقيقة ما حدث ويحدث لشعب غزة منذ انقلاب حماس على السلطة واختطافهم لغزة وارتهانهم لشعبها الذي كان يعاني شظف العيش وجاءت حماس لتجعله أكثر فقرا وحرمانا وضعفا، ليس هذا وحسب بل إنها تمترست خلف هذا الشعب المظلوم وجعلته حائطا تختبئ خلفه ، فحماس تريد رفع الحصار الدولي عنها لا عن غزه فقبل مجيئها كانت غزه غير محاصرة بضمانة أوسلو وبالتالي بضمان أميركا وأوروبا والأمم المتحدة والعالم المتحضر إلا أنه وعندما جاءت حماس إلى السلطة عبر انتخابات جرت على أساس اتفاقات أوسلو وبرعاية أميركية دولية أرادت حماس أن تنقلب على كل العهود والمواثيق التي جاءت إلى السلطة بموجبها فقررت أن تفرض إرادتها على المجتمع الدولي وتشطب اتفاقات أوسلو التي أنتجت السلطة الوطنية الفلسطينية فحدث أن قام المجتمع الدولي بمحاصرتها اقتصاديا آخذا بعين الاعتبار العمل على تجنيب الشعب الفلسطيني العواقب على قدر الإمكان، بيد ان حماس لم تقف عند هذا الحد فانقلبت على السلطة الوطنية الفلسطينية، واستقلت بقطاع غزة وحررته من الخونة الفتحاويين بالقتل والطرد والتنكيل، فأشعرتها نشوة النصر على فتح بانها قادرة على تحقيقه على إسرائيل والعالم، فراحت تعمل على فتح معبر رفح بعد خروج المراقبين الاوروبيين إلا أن إسرائيل والعالم وقف لهم بالمرصاد فدفع الثمن شعب غزة الذي كان يدخل عليه ما يقارب 800 نوع من السلع فتقلصت إلى عشر اوخمس عشرة سلعة تأتيه عبر أنفاق رفح، وإزاء ذلك التفتوا الى مصر مطالبين إياها بفتح المعبر من جانبها بمخالفة الاتفاقيات الدولية التي رعاها المجتمع الدولي ممارسين عليها شتى وسائل الضغط بالمرضى تارة وبالذين تقطعت بهم السبل بين مصر وغزة، بل إن حتى شعيرة الحج لم تسلم من تسييس حماس فأخرجت ما يقرب من2000 حاج وحاجة إلى مركز الحدود المصري في رفح لإحراج مصر فمررتهم مصر، وتفهم العالم وكذلك عند عودتهم، أقامت حماس الاحتفالات نتيجة تحقيقها هذا النصر العظيم عندما تمكنت من إخراج الحجاج وإدخالهم إلى القطاع. بالرغم من أنه إذا كان في ذلك انتصار فإن أبطاله هم الحجاج الذين تحملوا العناء والمعاناة والقيادة المصرية التي تحملت المسؤولية تجاه تجاوز المواثيق فأثبتوا مرة أخرى أنهم يتاجرون بكل شيء وعلى حساب أي شيء المهم أن يحققوا أحلامهم وليتحمل التبعات والعواقب أي احد غيرهم كما هم اليوم يبكون ويريدون من العالم العربي والإسلامي التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي الذي يطلقون عليه الصواريخ كل يوم ويريدونه أن يصبر ولا يرد بالرغم من أنه يملك القوة بل القوة الغاشمة للرد.
وهذا ما ينم عن غباء مستحكم، فكيف يقوم إنسان سوي ضعيف باستثارة قطيع ضباع جائع متعطش للدماء وهو لا يملك قوة ردع كفيلة بردهم أو على الأقل يستطيع أن يستنجد بإخوانه الذين يملكون قوة الردع الكافية، ومع ذلك يقوم باستثارة القطيع وهو لا يملك لا القوة ولا إخوانه يملكونها ويتخندق خلف شعب غزه المظلوم الذي يتلقى الضربات تلو الضربات بل والنهشات كل هذا دون جدوى أو طائل وكل ما هنالك عبث بعبث المراد منه استثارة عواطف الشعوب العربية والاسلامية التي تتحول على شكل أموال لا تشبع نهم قيادات حماس ومن خلفهم قيادات حركة الإخوان المسلمين العالمية.. وإلا ماذا تملك حماس من أوراق في مواجهة قطيع القوه الاسرائيلية؟ لقد كشف البطل الهمام الذي لا تدركه شياطين الإنس ولا الجان خالد مشعل عندما روع اسرائيل بقوله لن نطلق جلعاد شاليط ولن نعمل على التهدئه..
أتوقف اليوم هنا ونستكمل الحديث بالغد إن شاء المولى عز وجل عن أوراق بطل الكارتون مشعل في مواجهة قوة إسرائيل واستخلاص العبر من القضية الفلسطينية.