باسل الجاسر
وزارة الأشغال يأتي ضمن أعمالها المنوطة بها وفق الدستور والقانون القيام بأعمال الصيانة والترميم للساحات العامة والشوارع والمرافق العامة المملوكة للدولة، وهذا الدور في العادة يكون من اختصاص البلدية في معظم دول العالم المتقدم منها والمتخلف وحتى بالكويت إلا انه نزع من البلدية بعيد التحرير المبارك، المهم أن هذه الوزارة وفي أعمال الترميم والصيانة قليلة الحيلة بل حيلتها ضائعة لأنها لا تملك الحس الشعبي المعايش للواقع الذي يستطيع بحكم الحاجة أن يرتب أولويات ومتطلبات الصيانة بما يعود على السكان والمنظر العام للمنطقة أو الشارع بالفائدة، وفقدان هذا الحس أدى وسيؤدي بشكل حتمي الى تقديم ما هو غير مطلوب ولا أقول أقل أهمية على ما هو مهم وما هو ضروري أحيانا أخرى، فعلى سبيل المثال تقوم حاليا وزارة الأشغال بصيانة الأرصفة في منطقتي السرة والرميثية (من واقع مشاهداتي) وهذه العملية لا يمكن أن تتم إلا بعد تخصيص ميزانية مالية كبيرة وفق تخطيط وتلمس مسبق لمتطلبات واحتياجات سكان المناطق، وهنا يأتي السؤال المهم وهو هل تملك وزارة الأشغال مثل هذه الإدارة أو الشعبة أو ما شابهها؟ إنني أعتقد وبشكل يكاد يكون جازما، أنه لا يوجد بوزارة الأشغال مثل هذه الإدارة وكل ما هنالك هو ميزانية تخصص بشكل سنوي للصيانة وتوزع على المناطق بشكل يتوخى العدالة والمساواة بين المناطق وليس وفق الأولويات والاحتياجات والضروريات ودليلي على حقيقة هذا الوضع هو تبديل الأرصفة «الكربستون» وهي عبارة عن خرسانة ثقيلة لا لون لها ولا منظر يتبدل أو يتغير ومن الصعب جدا أن تتلف وان حدث هذا فانه سيكون بشكل جزئي ولا يتطلب التبديل العمومي كالذي يحدث في الرميثية والسرة، والذي أزعج السكان وجعلهم يتساءلون ويبحثون عن سبب لهذه العملية التي يرونها غير مبررة البتة لأنها تستبدل بالرصيف رصيفا آخر وتتحمل الدولة هذه المصاريف من دون سبب اللهم إلا السبب الذي استقر في ضمائرهم وهو الفساد والتنفيع اللذين يدفعون هم ثمنهما استياء وإزعاجا فهذه الأعمال تتم عند مداخل بيوتهم وهي تستمر وتتواصل لأيام تزعجهم عند الخروج من بيوتهم وعند الدخول وفي إيقاف سياراتهم وينشغلون وهم في أعمالهم بالموجودين في البيوت من أطفال وخدم جراء وجود العمال عند أبواب بيوتهم، ولماذا كل هذا؟! فلو كان على أمر مهم وضروري لقالوا جزاهم الله كل خير وغشاهم الشكر والامتنان، ولكن أن تصرف الأموال على تبديل رصيف برصيف فهذا ما لا يجدون له مبررا ويشعرهم بأن الفساد وصل لأبواب بيوتهم خصوصا أنهم يشاهدون الناقلات تنزل «الكربستون الجديد» الذي يعرفون أنه جديد من خلال القاعدة التي ينزل عليها وتربيطه بالأربطة الخاصة به ويرون الناقلات الأخرى تنقل الكربستون القديم الذي لا يعرفون أنه قديم إلا بعد نزعه عنوة وبقوة من مكانه الذي كان فيه مما يزيد الألم والحسرة.
لذلك فانني أنصح وزارة الأشغال بضرورة إيجاد إدارة أو لجنة تقييم احتياجات المناطق السكنية وحبذا لو كان من أعضائها مختارو المناطق، ويكون من اختصاصها تحديد أولويات الصيانة والترميم أو اعادة هذا الاختصاص للبلدية التي فيها أعضاء ونواب عن سكان المناطق السكنية بل كل المناطق بما فيها السكنية والاستثمارية والتجارية والطرق السريعة والبعيدة وبالتالي يكونون أقدر على تشخيص احتياجات ومتطلبات السكان في كل المناطق.