باسل الجاسر
يأتي اليوم لوطني العزيز وأهله الكرام بذكرى عزيزة وتتبعها غدا ذكرى عزيزة أخرى لا تقل عنها أهمية، والمناسبتان تمثلان أعياد الوطن، فالأولى كانت عندما نال وطني الاستقلال، استقلال الإرادة والقرار، والثانية ذكرى تحرر وطني العزيز من براثن الاحتلال الصدامي البغيض الذي أراد ابتلاع وطني وتحطيم استقلاله وسحق إرادته وشموخه فأبت إرادة أبنائه التي توحدت وركنت كل خلافاتها في طي النسيان ولم يبق لها مطلب إلا التحرير، فسخر المولى عز وجل أقوى وأعظم الجيوش التي اتحدت من أجل هذا الوطن الديمقراطي الصغير المسالم، فطرد الغزاة شر طرده وجروا وراءهام ذيول الذلة والهزيمة والانكسار، واستجاب الباري سبحانه لدعاء واستغاثة أهل الكويت الخيرين وجاء يوم التحرير الذي أعاد العزة والحرية والكرامة لوطني العزيز وأهله الكرام وعادت البسمة والفرحة لهم من جديد ولله الحمد والفضل والمنة على ما أنعم بكرم وسخاء عظيمين.
وفي هذا المقام يجب علينا ومن باب العرفان بالجميل ورد الفضل لأهله أن نستذكر أهل الفضل في هاتين المناسبتين العزيزتين، فالأولى نستذكر المغفور له بإذن الله أميرنا الراحل سمو الشيخ عبدالله السالم الذي أتى بالاستقلال بحكمته ونظرته الثاقبةبهدوء وعبر التفاهم وفي إطار الصداقة والمودة وعاونه في ذلك كوكبة من الرجال الأوفياء المخلصين لهذا الوطن فأهدونا الاستقلال ودون نقطة دم أو خسارة من أي نوع فله ولإخوانه ومعاونيه كل العرفان والتقدير راجين المولى جلت قدرته أن يثيبهم عن الكويت وطنا وشعبا خير الجزاء وأن يجعله في ميزان أعمالهم يوم العرض اللهم آمين.
أما الثانية فلا يمكن أن ننسى وحدة أهل الكويت التي جعلتهم يصطفون بجميع أطيافهم خلف قيادتهم في صورة قل نظيرها عبر تاريخ الأمم والشعوب، فكانت الصفعة الأولى التي تلقاها الطاغية المقبور وكانت فاتحة الخير التي مكنت أميرنا الراحل المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ جابر الأحمد وولي عهده وأميرنا الوالد سمو الشيخ سعد العبدالله، شفاه الله وعافاه وأمد في عمره، يتحركون بكل قوة ويجولون في أصقاع الدنيا يحشدون الأصدقاء والأشقاء ويحضرون الدنيا لتحرير الوطن وأهل الوطن من أقذر احتلال عرفه التاريخ المعاصر، وقد أعانهم على إنجاز المهمة كوكبة كريمة من رجالات الكويت الأشد إخلاصا، يأتي في مقدمتهم صاحب السمو الأمير القائد سمو الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وكذلك المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سالم، والكثيرون من الرجالات الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه فأكرمهم وأكرمنا جلت قدرته وطنا وشعبا بالنصر المظفر بالعز والكرامة والعلياء، فشكرا للقادر الكريم على فضله وكرمه الغامرين والشكر يتواصل لهؤلاء الرجال العظام الذين لم يدخروا جهدا لإنجاز المهمة راجين العزيز القدير أن يجزيهم عن وطننا وشعبنا خير الجزاء وأن يجعل جهودهم تلك في ميزان أعمالهم يوم العرض العظيم اللهم آمين.
ولا يفوتني أيضا أن أسجل الشكر والعرفان لكل من سخره الله، لمساعدة قيادتنا في سعيها لتحصيل حقنا، وهم قيادات التحالف الدولي وشعوبهم وجنودهم الذين عبروا البحار ليعينونا على تحرير وطننا من براثن طاغية العصر.
وبالختام هنيئا للكويت العزيزة وأهلها الكرام أعيادهم الوطنية في ذكرى الاستقلال وذكرى التحرير أعادهما المولى جل وعلا عليهم وهم يرفلون في أثواب العزة والمنعة والحرية في ظل قائد مسيرتنا صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما.
ملاحظة:
أودعك قارئي بمناسبة الإجازة على أمل أن ألتقيكم صباح يوم الأحد الموافق 2مارس متمنيا لكم إجازة سعيدة وكل عام والجميع بخير