باسل الجاسر
التصريح الذي أدلى به السيد الفاضل رئيس مجلس الأمة يوم الأحد الماضي حول موضوع التأبين وبعض المطالبات التي أطلقها البعض ممن نصب نفسه مكان القضاء ومجلس الأمة ومجلس الوزراء جميعا وفي ضربة واحدة، عندما طالبوا بعزل النائبين أحمد لاري وعدنان عبدالصمد من عضوية مجلس الأمة وسحب الجنسية منهما وعدم السماح لهما بدخول مجلس الأمة، وما رافق الموضوع من شحن طائفي مقيت من بعض السفهاء، والذي كادت تداعياته أن تعصف بوحدتنا الوطنية جراءه، جاء هذا التصريح ليسكب على هذه الأجواء المشحونة والساخنة جدا ماء باردا، حيث تمكنت كلماته الواضحة الدلالة البسيطةوبسرعة عجيبة من أن تطفئ النار التي رأيتها بعيني تتقد تحت السطح، فقد تحدث رئيس المجلس بلسان الكويتي الحكيم الذي قلبه على وحدة المجتمع الكويتي والحريص عليه، ما بعث في نفسي وقلبي، ومعي الكثيرون من أهل الديرة، الشعور بالطمأنينة على وحدة المجتمع، وعودة الأمور لمسارها الصحيح بعيدا عن النفخ بالصور وتأجيج العصبيات وتوتير الأجواء.
نعم، لقد وضع ذلك التصريح حدا للزار الذي انطلق وأوقف المجتمع الكويتي المتآخي بكل طوائفه وأعراقه بالود والمحبة المبنية على الاحترام المتبادل، ذلك الشعب الذي وقف على اختلاف طوائفه وأعراقه دفاعا عن الوطن عبر السنين بالصريف والجهراء وأثناء الاحتلال الصدامي البغيض، وامتزجت دماؤه في وجه الفتنة، وقى الله الكويت وأهلها شرورها.
جاء ذلك عندما قال الخرافي لا أحد يملك نزع الجنسية من كويتي حصل عليها بالتأسيس إلا من خلال إجراءات قانونية صعبة ودقيقة ولا أحد يمكنه منع النائب من دخول مجلس الأمة، والأمر بيد القضاء ولا يجوز التدخل بشؤونه، مبديا حزنه على الأزمات المصطنعة التي تدخل البلاد فيها دون داع أو مبرر ودون طائل يستحق.
كان هذا بجرأة وشجاعة قل نظيرها، خصوصا في وجه ذلك الطوفان العارم وحركة الاصطفاف وكم الإشاعات والأكاذيب التي بثت والذي كاد يعصف بالوحدة الوطنية التي هي درع الكويت الحقيقية في نائبات الزمن.
وبهذه الأجواء المكهربة الساخنة جاء هذا التصريح الشجاع من رئيس مجلس الأمة الأخ جاسم الخرافي، قالها ولم يخش لومة لائم، قالها دفاعا عن الوحدة الوطنية وعن الكويت وأهلها دون حسابات انتخابية فأثبت أنه قائد سياسي محنك يسوس الشارع ولا يسوسه الشارع فزاد رصيده أكثر وأكثر عندما اندفع الآخرون بخلاف قناعاتهم تاركين العنان للشارع بل لأصوات الشارع العالية تسوسهم.
وبالختام أقول عن نفسي وعن الكثيرين مما شاهدتهم وسمعتهم بأذني «لا عدمناك أبا عبدالمحسن ولا عدمتك الكويت ولا شعبها وكل الشكر والتقدير لك فنحن بخير مادمت وما دام أمثالك من الغيورين على هذا الوطن بيننا».