باسل الجاسر
السيناتور باراك حسين أوباما رجل من أصول أفريقية فوالده الكيني المسلم هاجر إلى أميركا وتزوج من والدة باراك الأميركية، فكان هو ثمرة هذه العلاقة التي لم تستمر طويلا، فوالده عاد إلى كينيا بعد فترة ليست بطويلة، فاحتضنته والدته وقامت على تربية وتعليمه في الولايات المتحدة الأميركية، فتدرج بالدراسة إلى أن أنهى تعليمه بحصوله على إجازة بالحقوق وقبلها حصل على بكالوريوس العلوم السياسية، وبعدها قرر الولوج لعالم السياسة ففي العام 1996 انتخب أوباما لمجلس شيوخ ولاية إلينوي لينخرط بشكل رسمي وفعال بعدها في أنشطة الحزب الديموقراطي، وفي نوفمبر 2004 فاز في انتخابات الكونغرس عن ولاية إلينوي بنسبة 70% من إجمالي أصوات الناخبين في مقابل 27% لمنافسه الجمهوري، ليصبح واحدا من أصغر أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي سنا وأول سيناتور أسود في تاريخ مجلس الشيوخ الأميركي.
فكان بلاؤه الحسن هو ما منحه هذا الدعم الكبير في معركة الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات رئاسة الولايات المتحدة الأميركية رغم لونه وصغر سنه نسبيا إلا أنه مازال متقدما على السيناتور هيلاري كلينتون ذات الشهرة الواسعة وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون الذي حكم أميركا لدورتين أي ثماني سنوات، كل هذا لم يمنع هذا الشاب من التقدم بقوة في هذا السباق.
ما أريد أن أتساءل حوله هنا هو: هل لو أن باراك عاد مع أبيه إلى كينيا هل كان من الممكن أن يحقق نجاحات مماثلة في كينيا؟ أعتقد جازما أن هذا مستحيل على اعتبار أن الأجواء في كينيا شأنها شأن بقية العالم الثالث كابتة ودافنة للإبداع والمبدعين وأجواء الإبداع ليست متوافرة إلا للمحظيين حتى لو افتقدوا الطاقات والقدرات الإبداعية والتميز بالعطاء، بيد أن الديموقراطية وسماءها الواسعة تتسع لكل مبدع بعيدا عن القبيلة والعرق والطائفة ويبقى باب التنافس مفتوحا على مصراعيه لكل متميز على أي منصب مهما علا حتى ولو كان رئاسة الولايات المتحدة الأميركية القوة الأعظم بالعالم، ويبقى أن أؤكد إعجابي بالسيد بارك حسين أوباما ورغم أنني أميل إلى توجهات الحزب الجمهوري إلا أنني أتعاطف وأتمنى نجاح المرشح باراك أوباما.