باسل الجاسر
بدأت بعض الثعابين تنتصب ويسمع فحيحها وبدأنا نسمع الغربان تنعق لتأجيج وإذكاء نار الفتنة وبث روح الطائفية والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد الذي تمكن، بفضل الله ثم بفضل روح الأخوة المتينة والحكمة وبعد النظر، من تجاوز العديد من الأزمات التي كانت أعنفها على الإطلاق مرحلة الثمانينيات ومع ذلك مرت الأزمة بسلام واستعاد الكويتيون لحمتهم واندملت الجراح فور بدء جحافل الطغيان دخول الكويت.
في تلك المرحلة كان رموز ورجالات الطرف الآخر يسيطرون بكرم جم وحكمةرزينة ونظرة ثاقبة، وبحرص وحب شديدين لهذه الأرض تمكنوا من السيطرة على أغلب الأتباع مسكنين الجراح ورابطين عليها جراء تصرف أو كلمة أو عسف يصدر من حمقى ومتطرفي الطرف الثاني فكانوا يطبقون حكمة أهل الكويت «الحقران يقطع المصران» وبالفعل جاء الاحتلال الغاشم وأثبت افتراءاتهم وأكاذيبهم، فأخرس كل هذه الأصوات النشاز وتجاوز وطننا وشعبنا الأزمة بسلام.
واليوم استحدثت أو ابتدعت أو اصطنعت لنا أزمة جديدة ومطلوب منا ككويتيين مخلصين لهذا الوطن وهذا الشعب ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، فما مر بالثمانينيات أقسى وأمر وكان هناك شبه غياب للحكماء، ومع ذلك كان الصبر والجلد من أجل الكويت ومستقبلها، أما اليوم فالهجمة أقل بكثير مما مر، بل الوضع لا يقارن لا من حيث قوة الهجمة ولا من حيث التعسف الذي أقر فيه، فهذا التعسف إلى زوال والمسألة تتعلق بالوقت فقط لا غير، بيد أن ما أزعجني وجعلني أشاهد وجه الفتنة القبيح هو بعض المقالات وتحديدا ذاك المقال الذي نشرته إحدى الصحف واعتذرت عن نشره فيما بعد والذي كان يعزف على الوتر المكروه الممقوت وبأسلوب التعميم الأعمى ليس من أجل أحد أو نصرة لأحد وإنما من أجل تحقيق مصالح الذات والتكسب الشعبي الذي يفتقده منذ زمن بعيد أيام انتخابات المجلس الوطني وبالرغم من إدراكي أنه لا يمثل شيئا في هذه الطائفة الكريمة رغم الأموال الطائلة التي ملكها بعد تقاعده من الجيش إلا أنه راعني ما جاء فيه ولكن لله الحمد والفضل والمنة أن وجدنا ذلك الرفض من حكماء ووجهاء الجماعة الكريمة ووجدنا الردود الهادئة من الجانب الآخر، فالفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها.
والحقيقة والواقع أننا بالفعل نعيش أزمة وطنية كلما فرحنا بإطفاء نيرانها خرج علينا تصرف أحمق يؤججها وهي بالواقع أهون من بيت العنكبوت لسخافتها وستذهب لجهة الاختصاص وهي هنا المحكمة التي سيصدر منها القرار الواضح الشفاف الذي سيقطع الشكوك الكثيرة باليقين.
وعليه فإنني أرجوكم أهلي وإخواني وأحبتي الصبر وإعطاء حكمائنا الوقت والفرصة للسيطرة على الأمر وانهائه على خير بعيدا عن المتشددين والمتطرفين والمتكسبين! وحفظ الله الكويت وشعبها شيعة وسنة من أي مكروه اللهم آمين.