باسل الجاسر
كل ما قالته الحكومة في كتاب الاستقالة الذي رفعه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع إلى سمو رئيس مجلس الوزراء من مسببات لهذه الاستقالة كان كلاما واقعيا ومنطقيا وتؤكده معطيات واقع الحال وهو ما نشاهده نحن جمهور المواطنين المتابعين للمشهد السياسي، بل ان الكتاب الذي جاء بصيغة مهذبة وراقية قد أغفل الكثير والكثير مما يعرفه ويشاهده المواطنون حتى كرهت الأغلبية الساحقة من الكويتيين هذا المجلس بل وكفر الكثيرون منهم بالديموقراطية والدستور، اضافة الى عيوب هذا المجلس وهي عيوب متكررة بالمجالس الثلاثة الأخيرة على الأقل منذ مجلس 99، بيد أن هذا المجلس برزت عيوبه ومثالبه بصورة واضحة للمواطنين حتى غير المتابعين لأعمال المجلس وما كان هذا ليحدث بهذه الحدة لولا الدور الفعال الذي ظهر على الساحة جراء زيادة عدد الصحف وظهور الفضائيات الكويتية الخاصة التي بثت أخبار وفضائح المجلس بأريحية احترافية وليس كما كانت تغطي الفضائية الرسمية التي تغطي ما لا يحتاج تغطية وتغض الطرف عما يحتاجه ويريد معرفته الجمهور.
فشكرا لوسائل الإعلام الكويتية التي استطاعت خدمة الوطن والمواطنين من خلال نشر الأخبار الصادقة كما هي لأكبر قطاع من المواطنين لتوعية الناس بما ينفعهم وما يضيرهم وبالمحصلة مساعدتهم على اتخاذ قرارهم الانتخابي الرشيد وبالتالي بناء الرأي العام المستنير الآتي بإذن الله مع التسابق لنشر الخبر والقضاء على المساحات الشاسعة لانتشار الكذب واستقاء الأخبار من إذاعة «يقولون».
وما أتمناه وأتطلع إليه بل وأتضرع للباري عز وجل لتحقيقه هو أن يتواصل هذا الدور ويتطور في تغطية أطروحات ورؤى المرشحين الانتخابية، خصوصا المتميز منها وربط مواقف النواب السابقين والمرشحين الحاليين مع أطروحاتهم الانتخابية الحالية وأثناء الانتخابات السابقة ليبني الناخب الكويتي قراره الانتخابي بعيدا عن الكذب والتلون والخداع، ويكون قراره الانتخابي صائبا في خدمة الكويت حاضرا ومستقبلا.
إنه دور وواجب وطني عظيم يتوقف عليه مستقبل هذا الوطن العزيز وهذا الشعب الكريم نتمناه ونتطلع إليه من أبناء الكويت المخلصين والعاملين في هذه المؤسسات الإعلامية العريقة والجديدة والتي بدأت كبيرةأدعوهم للقيام به، وأنا على ثقة تامة بأنهم سيقومون به سواء دعوتهم أم لم أدعهم لأنهم يدركون بحسهم الوطني المرهف حجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم. ولكن أقول ما قلت من باب (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين).