باسل الجاسر
قرار شجاع وجريء اتخذه الأخ الفاضل مشاري العنجري الوزير ونائب رئيس مجلس الأمة والنائب السابق والإنسان الراقي الفاضل المحترم والذي خدم الكويت والكويتيين من عدة مواقع كان أهمها تمثيلهم في مجلس الأمة منذ عام 1981 ولم يتخلف خلالها إلا مرة واحدة وبخطأ ندم عليه الكثيرون، وخلال هذه المدة الطويلة التي خدم فيها هذا الوطن امتاز بعطائه السخي الكريم بعيدا عن البهرجةالإعلامية والصراخ.
هذا القرار هو عدم الترشح للانتخابات رغم الشعبية التي يتمتع بها هذا الرجل ورغم الأداء المتميز والتطلعات الكبيرة التي حملها لوطنه.
أعتقد جازما أن الرجل كان يجاهد لأن يتحقق للكويت حاضر ومستقبل لتكون الكويت في موقع الريادة الحقيقية الملموسة على الأقل على مستوى الجوار.
وبالرغم من تميز الرجل وإخلاصه وقدراته إلا أنه أتى بالزمن الخطأ الذي تواكب مع قدوم الدوائر الـ 25 التي أفرزت تركيبة منفعية مصلحية تعتمد على الشخصانية المقيتة التي تعلي شأن الأنا وتحط من شأن المجموع من خلال حملات التضليل التي مورست على الشعب الكويتي، فخسر الشعب وخسر الوطن امتلاكه لزمام المبادرة في تحقيق الإنجاز لهما والمحافظة على الموقع المتقدم لهما على جميع المستويات فصار الأخير على مستوى الإقليم.
فوجد الرجل نفسه وغيره من المخلصين الشرفاء الذين بذلوا أقصى ما يملكون من طاقة لإيقاف التدهور ومسلسل التراجع على جميع المستويات إلى أن وصل الضرب للخشم (الأنف) عندما صرنا وطنا وشعبا نعيش أزمة كهرباء وماء خلال الصيف القائظ، وبات مريضنا لا يجد له الفرصة عندما يقرر له الطبيب المعالج جراحة في بطنه إلا بعد شهرين أو ثلاثة بسبب المواعيد والتزاحم البشري.
ورغم كل ما نعيشه إلا أن مشاري العنجري وإخوانه من المخلصين الذين أتوا بالوقت الخطأ، صمدوا وجاهدوا واجتهدوا فحافظوا لنا على الدستور دون أن يعدل بالاتجاه المعاكس لتوسيع الحريات والمشاركة الشعبية، فكان ذلك إنجازا رغم جهاد المقتدرين وأصحاب النفوذ والمنافع، وتمكن هو وإخوانه من تحقيق وإنجاز الدوائر الخمسالتي هزت أركان الفساد وفي مقدمتها بعض الأحزاب المتخلفة التي طرأت على الساحة السياسية مع الدوائر الـ 25 فجعلتهم اليوم في «حيص بيص»، وستأتي النتائج بإذن الواحد الأحد الفرد الصمد بإلغائهم أو إلغاء أكثرهم ليفتح المجال واسعا لأطروحات ورؤى وطنية جديدة تعيد الوطن وأهله إلى المواقع التي كانوا فيها على الأقل بأسرع وقت فكان الإنجاز الذي أتى على حساب المصلحة الخاصة وإن كنت أعتقد جازما أن مشاري العنجري لو أراد أن يترشح فإنه سيكون رقما صعبا بالحسابات الانتخابية إلا أنني أعتقد جازما أن إسهامه الكبير في المحافظة على الدستور وإعادة الاحترام للدوائر الانتخابية هو بذاته إنجاز عظيم للكويت وأهلها الكرام، خصوصا في ذلك الزمن الصعب.
فشكرا كثيرا لكرمك يا أستاذنا وملهم المخلصين في هذا الوطن وسنكون دائما بحاجة لرأيك ومشورتك ونصحك لي شخصيا ولكل العاملين في ميادين الخدمة العامة سواء كانوا كتابا أو سياسيين.