باسل الجاسر
على الرغم من النقمة الشعبية العارمة على اداء مجلس الامة المنحل إلا ان تلك النقمة كان يرافقها «وإن بأقل حدة» نقمة شعبية اخرى على الحكومة وضعف قرارها وتخبط ادائها وضياع خطتها وتواضع إنجازها وخضوعها لابتزاز الاحزاب والكتل، وهذا يأتي كنتيجة حتمية لتكوين وتشكيلة مجلس 2006.
وحقيقة الامر انه وفق دستورنا لا تشكيل ولا مشاورات لتشكيل الحكومة إلا بعد ظهور نتائج انتخابات مجلس الامة فعندها، وعندها فقط، تبدأ مشاورات تشكيل الحكومة «الوزارة» وعلى هدي نتيجة الانتخابات تتشكل الحكومة، أخذا بعين الاعتبار توجهات الاغلبية واولوياتها، إذن الحكومة تولد من رحم المجلس الذي يعبر عن آمال وتطلعات وامنيات الامة التي يفترض وفق الدستور ان يحملها ممثلوها نيابة عنها لتأتي الحكومة الجديدة لتتلقفها وتعمل بجد وإخلاص من اجل ان تنجز ما تستطيع إنجازه.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل هذا ما يحدث عندنا وخصوصا في الآونة الاخيرة؟ لذلك وجدنا الآمال كبرت وتضخمت بسبب نتائج الانتخابات الاخيرة التي سيطرت على نتائجها القوى المعارضة التي تفوز بمجلس وتخسر الذي يليه على الاقل منذ التحرير، إلا ان الآمال بسرعة قصوى تبددت خلال فترة لم تتجاوز السنة وحل محلها الاحباط وخيبة الامل والتذمر بالرغم من انني كنت متوقعا هذه النتيجة منذ إعلان نتائج الانتخابات، على اعتبار ان هذه القوى او بالاحرى اكثرها موجود من قبل ولم يحققوا شيء بل إنهم ساهموا من خلال مشاركاتهم بالوزارات المتعاقبة فيما نحن فيه من ترد على جميع المستويات ولا ادري على اي اساس بنى المتفائلون تفاؤلهم فما اشبه الليلة بالبارحة!
المهم ان الحكومة لن تكون إلا انعكاسا لتكوين مجلس الامة المنتخب، فإن كان المجلس يضم اغلبية صالحة فإن الحكومة ستكون صالحة، اما إن كان المجلس يضم اغلبية استغلالية انتفاعية تقدم الصالح الخاص على الصالح العام سواء كان حزبيا او فئويا فإن الحكومة لن تكون كما يتمنى المخلصون لهذا الوطن كبروا او صغروا! فكما توصلون من النواب ايها الكويتيون للمجلس تدار اموركم وامور وطنكم، اي كما توصلون للمجلس يولى عليكم.
ومن هنا وتأسيسا عليه اناشدكم ياهل الكويت الكرام ان تغيروا قراركم الانتخابي الذي جربتموه وخصوصا اولئك الذين جربتموهم اكثر من خمس وست مرات فهؤلاء شاركوا وساهموا في ايصالنا إلى ما نحن فيه من التردي حتى بتنا نخاف من انقطاع الكهرباء والماء عنا وعن اسرنا في عز الصيف، فبالله عليكم اتقوا الله فينا وطنا وشعبا، حاضرا ومستقبلا، وانتخبوا نوابا جددا وجربوهم على ان تقترن هذه التجربة بالرقابة والمحاسبة، اما الذين تحبونهم من الذين تعودتم على انتخابهم فإنهم لن يموتوا من الجوع، وكثر الله خيرهم فقد عملوا وهذا حد قدرتهم واجتهادهم وإمكانياتهم ولهم التقدير والاحترام والاجلال ولكن بعيدا عن مجلس الامة وكفى ما اتى منهم، كفى.