باسل الجاسر
يعتقد الكثيرون من الاخــــوة والاحبة من أبناء وطني أن اداء الامانة الانتخابية ينحصر في المشاركة بالانتخابات من خلال التـــصويت واختيار المعارضة المعروفة وبذلك يكون الانسان أدى الواجب الوطني وهذا قد يكون مقبولا لو أن المجلس الذي تغلب عليه المعارضة التقليدية يكون مجلس إصلاح من واقع التجربة.
أما أن تكون التجربة العملية ولاكثر من مرة تؤكد أنه لا المجلس الذي يغلب عليه الحكوميون ولا المجلس الذي تغلب عليه المعارضة يؤدي لاصلاح، فهنا يجب أن نعيد النظر في قرارنا الانتخابي.
وقبل أن أسترسل أود أن أستعرض تكوين المجالس المتعاقبة منذ التحرير المبارك، فمجلس 92 جاء بالمعارضة بامتياز فأكمل مدته القانونية، وأعقبه مجلس96 فتراجعت المعارضة إلى حد كبير إلا انه حل ولم يكمل مدته، وجاء مجلس 99 فتقدمت المعارضة فأكمل المجلس مدته القانونية، وجاء مجلس 2003 بأغلبية حكومية فحل ولم يكمل مدته القانونية، إلى أن أتانا مجلس 2006 بتركيبة غلبت عليه المعارضة، إلا أنها انتفاعية بامتياز بل إن بعضهم طالب صراحة وعبر وسائل الاعلام بإدخال أكثر من وزير لكتلته، وإلا سيقيم الدنيا ولن يقعدها.
لذلك وجدنا لغة الخطاب تنحط والسباب يشتد والاشتباك يحتدم إلى أن بتنا نستحي من أن يشاهد أبناؤنا بعض الجلسات.
ولذلك وجدنا الاستجوابات توجه لقضايا تافهة وتمر القضايا الرئيسية المهمة التي تعني الكويت بردا وسلاما كقضية الكهرباء والماء التي أعتقد أنها القضية الرئيسية التي تستحق الاستجواب وطرح الثقة ليس بوزير الكهرباء والماء وحسب بل وبالحكومة قاطبة فكيف يهدد الكويتيون شيبا وشبابا عجائز وأطفالا بأن الكهرباء والماء ستنقطعان عنهم إن لم يرشدوا الاستهلاك الذي يدفعون قيمته؟! تمر هذه القضية دون حتى طلب مناقشة لماذا لان وزير الكــــهرباء معين عن طــــريق الاخوان وبالــــتالي فهــــو يتمتع بحماية حزبية؟! ولا حول ولا قـــوة إلا بالله.
لذلك فإنني أجــــزم بأن المعارضة التقليدية التي اعتدنا عليها وبالرغم من الدعم الشعبي الذي حصلت عليه كذا مرة لم تحقق أي شيء بل إنها كانت أحد أهم عناصر الفساد والافساد التي أدت إلى ما وصلنا إليه من التردي على كل المستويات!
وعليه فإنني أؤكد أن من سيختار الحكوميين أو سيختار المعارضين على اختلاف أنواعهم وخصوصا من المنتمين لاحزاب وكتل قديمة «أي تم اختيارها لاكثر من مرة» فإنه لن يحقق أي أمل بالاصلاح ولو حتى من قبيل التمني الساذج فمن لم يحقق شيئا بالامس لن يحقق شيئا غدا ومن يتكلم دون انجاز فإنه كالذي يكذب جهارا نهارا ويجد من يصدقه! الامر الذي يؤكد أن المشاركة الشعبية في هذه الانتخابات يجب أن تكون تحت راية التجديد، تجديد الاختيار وتجديد الدماء بمجلس الامة وهذا التجديد يجب أن يكون مقرونا بالرقابة والمحاسبة الشعبية الصارمة فانتخاب واحد يكفي للانجاز ومن لا يستطيع الانجاز فليجلس في بيته وله كل الاحترام والتقدير، أم أن يجلس على قلب الوطن ويفسد حاضره ومستقبله، ويفسد ثقة المواطن بالديموقراطية بل يكفره فيها فإنه يستحق العقاب الشعبي بالعزل لا بتجديد الثقة فيه.
الاختيار وإلغاء التقديس للاشخاص الذي لا يستحقه إلا الانبياء.