الإرهاب الإسلامي وقوده الحقيقي والوحيد هو التكفير، لذلك وجدنا شيوخ الإرهاب يبدأون بتكفير المجتمعات حتى يفتحوا باب الجهاد الذي هو المدخل الذهبي لإباحة الإرهاب من الذبح والتفجيرات عبر العمليات الانتحارية لقتل الأبرياء، وللأسف الشديد بالمقابل لدينا شباب مسلم يندفع مصدقا مثل هذه الفتاوى المنحرفة، إلا أنني قد أجد لهم بعض العذر لأنهم يجدون لشيوخ تكفير المجتمعات الإسلامية احتراما وتقديرا لدى بعض الدول العربية بل وتحديدا الخليجية، فمنها من تعترف بهم من خلال إعطائهم حق الخطابة في صلاة الجمعة، بل إنني صليت الجمعة في احد مساجد الكويت قبل سنتين تقريبا وسمعت الخطيب يكفر المجتمع الكويتي «بمن فيهم شخصي» وقد كتبت عنها آنذاك!
ناهيك عن أن السيد قطب وهو مؤسس الفكر التكفيري نجده لدى وزارة الأوقاف بالكويت تكن له عظيم الاحترام والتبجيل، وهو الذي كفر المجتمعات الإسلامية وهو الذي يرتكز على فكره الضال جميع مدارس الإرهاب في العالمين العربي والإسلامي في التاريخ المعاصر!
وبعد ذلك يقولون: إسلام وسطي وينشئون مركزا للوسطية وما شابه من كلام لا قيمة له عمليا طالما قامت الوزارة قبلها وأثناءها وبعدها بتبجيل فكر سيد قطب.. بل ان في هذا السلوك إتاحة مدخل حقيقي مباشر وسهل لإفساد فكر أبنائنا الشباب وجعلهم لقمة سائغة لدى مشايخ التكفير والإرهاب ليجندوهم للإرهاب في كل أصقاع الأرض.
لذلك فانني أرى أن مواجهة الإرهاب تكمن في مواجهة الفكر التكفيري أي انها مواجهة فكرية بامتياز وليست مواجهة أمنية فقط، وعلى الرغم من أهمية المواجهة الأمنية القصوى، ولكن يجب أن يتناغم معها بل ويسبقها مواجهة فكرية رشيدة وذلك من خلال مواجهة التكفير ابتداء بالمساجد وبالإعلام، والتصدي لفكر السيد قطب الضال وإلغاء تبجيله وعدم اعتباره شخصية إسلامية.. فهذا الفكر الضال هو أساس ومرتكز الفكر التكفيري والجهادي ومتى ما ضرب هذا الأساس من خلال الحجة والمنطق فإن الفكر التكفيري سينهار حتما.
أما الحديث عن سوء التكفير والإرهاب وملاحقة الإرهابيين وترك فكر السيد قطب ومشايخ التكفير يعيثون فسادا في مساجدنا ويقتنصون شبابنا فيها فهذا بالفعل مثل دفن الرأس بالرمال بل انني أراه جريمة بحق شبابنا المتحمس وجريمة بحق ديننا الحنيف دين الرحمة واحترام الآخر بل ومن نختلف معه.
[email protected]
@baselaljaser