ما قامت به الحكومة من إغلاق لصحيفتي الوطن وعالم اليوم كان استهدافا لصحيفتين وليس تطبيقا لصحيح القانون.. فقد قامت الحكومة من خلال وزارة الإعلام (التي بدا واضحا ان وزيرها قام بما قام به مرغما) بإقامة الشكوى على الصحيفتين بناء على قرار السيد النائب العام بحظر الخوض بقضية الشريط، وبالرغم من خوض أكثر الصحف بالموضوع وبعيدا عن مجريات التحقيق.. إلا أن الحكومة تركت كل من خاض بالموضوع وذهبت بشكواها طالبة وقف إصدار الوطن وعالم اليوم فقط بسبب خوضهما وبعيدا عن مجريات التحقيق أيضا..؟
وهذا الاستهداف مرده كون صحيفتا الوطن وعالم اليوم لم تسيرا وفق ما تريد الحكومة بل سارتا في الاتجاه المعاكس لما تريد، ما أغضبها وجعلها تستهدفهما بالعقاب الشخصاني وعلى حساب القانون وما ورد بالدستور من ضمانات لحرية الرأي وحرية التعبير بل وعلى حساب سمعة الكويت امام العالم فيما يتعلق بحرية الرأي التي لطالما تباهينا وطنا وشعبا بها أمام العالم.. وكأن لسان حال الحكومة يقول لن اترك لكم شيئا تفخرون وتتباهون به..
والحقيقة لقد فات الحكومة او من يخطط لها بأنها لن ترهب احدا بالكويت في ظل دستورهم وأميرهم حفظه الله، ولن تكمم افواه اهل الكويت ولا ادل على هذا الا ما يدور من أحاديث في وسائل التواصل الاجتماعي والدواوين والمنتديات.. بل ان الوطن وعالم اليوم ستعودان الصدور وستستمران في نهجهما ولكنهما ازدادتا شعبية ومن متابعة الجمهور لما يطرحون..
ويبقى في هذه القضية مفارقة يجب الإشارة لها وهي ان غلق عالم اليوم كان بسبب نشرها لتصريحات للأستاذ علي الراشد عضو مجلس الأمة وهو رئيس تجمع المسار المستقل.. كما كان إغلاق الوطن بسبب مقالين احدهما للأستاذة منى العياف والاخر لدكتور طارق العلوي وهما ايضا عضوان فاعلان في تجمع المسار المستقل...؟ فهل كانت الحكومة تريد صيد عصفورين بحجر واحد، وهو إرهاب الصحيفتين وفي نفس الوقت ارهاب تجمع المسار المستقل..؟ أتمنى ان يكون الأمر محض مصادفة «رغم غرابتها»
وفي هذا المقام الحزين أتقدم للزملاء الكرام في صحيفتي الوطن وعالم اليوم بتضامني وتعاطفي الكاملين.. ولصحيفتي الوطن وعالم اليوم أقول فك العزيز القدير عوقكما واعادكما لفضاء الإعلام الكويتي.. والله المستعان
[email protected]
baselaljaser@