لايزال الغرب مستمرا في دعمه القوي ومن خلفه الأمم المتحدة لحكومة المؤتمر الوطني العام في ليبيا المنتهية ولايته، والذي يسيطر عليه «فرع جماعة الاخوان المسلمين في ليبيا» الذين تمردوا على نتائج انتخابات يونيو 2014 بعد ان خسر فيها جماعة الاخوان معظم مقاعدهم.. وفي الوقت ذاته يمارس الغرب كل الضغوط على الحكومة الشرعية المنبثقة عن برلمان جاء نتيجة لانتخابات نزيهة شفافة اعترف الغرب والامم المتحدة بها وبنتائجها، الا اننا رأينا مجلس الامن يصدر قرارا يحظر بيع وتصدير السلاح للحكومة الشرعية بينما لم يمنع السلاح عن حكومة المؤتمر المتمرد على نتائج الديموقراطية، فسجل الغرب والامم المتحدة سابقة بل انقلابا بكل ما تحتويه الكلمة من معنى على قيم ومبادئ لطالما تغنوا بها، ولطالما تدخلوا بسببها في شؤون الدول والشعوب، وحاكموا من تجاوز على نتائج الانتخابات في محكمة العدل الدولية وهي كثيرة، لكنني اليوم اقدم مثالا حيا وقريبا في الذاكرة وهي تجربة كوت ديفوار او ساحل العاج التي اجرت انتخابات في اكتوبر 2010 وخسرها الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو لمصلحة المعارض الحسن اوتارا، الا ان جباجبو رفض نتائج الصندوق واعلن انه من فاز بالانتخابات وانه مستمر في حكم ساحل العاج لولاية جديدة، الامر الذي ادى الى نشوب حرب اهلية ما كان لها ان تنتهي لولا تدخل الامم المتحدة من خلال قوة سلام بقيادة الجيش الفرنسي، وانتهى التدخل بالقاء القبض على جباجبو وتمت إحالته الى محكمة العدل الدولية ولاتزال محاكمته مستمرة، بل حتى زوجته تمت محاكمتها في العاصمة ابيدجان وحكم عليها بالسجن لعشرين عاما.
كان هذا التدخل العسكري الاممي والغربي الحاسم الحازم، بسبب تمرد الرئيس جباجبو على نتائج الديموقراطية في كوت ديفوار وهو موقف منطقي مفهوم من دول تتغنى بالديموقراطية وتدعو لها ليل نهار، بيد ان الغريب العجيب هو انقلاب الغرب ومن خلفه الامم المتحدة على الديموقراطية وصناديقها وهي السابقة الاولى في تاريخ الغرب الديموقراطي الذي ما انفك عن العمل على تصدير الديموقراطية للشعوب في كل انحاء الارض وعندما اتت الديموقراطية الى ليبيا وجدناه يقوم بدعم الإخوان المسلمين المتمردين على الديموقراطية وصناديقها ويعاقبون ما افرزته الديموقراطية وصناديقها، ويأتون بالسيد ليون ليمارس مختلف أنواع الضغوط على من اتوا وفق شرعية الديموقراطية ليرضي من تمردوا على شرعية الصندوق الديموقراطي، بل انهم قالوها بصراحة انهم لن يحاربوا داعش في ليبيا التي شكلوا لها تحالفا دوليا لمحاربتها في سورية والعراق «شكليا» الا بعد ان يتوافق من اتى وفق شرعة الديموقراطية مع المتمرد عليها والذي انتهت ولايته القانونية ولكنه يتشبث بكرسي السلطة!
وهذا ما يؤكد صحة ما طرحته هنا مرارا من ان الامة العربية تتعرض لمؤامرة خطط لها المحفل الماسوني وينفذها الغرب بما يملكه من امكانيات وعلى حساب الدول الغربية وشعوبها ومبادئها وقيمها لتدمير الشرق الاوسط واغراق شعوبه في دماء الحروب الداخلية طائفية وقبلية وبكل انواع الحروب، والمعول او مخلب القط جماعات ترفع شعار الاسلام (داعش قاعدة اخوان مسلمين) ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. فهل من مدكر؟
[email protected]
baselaljaser@