ثقافة العمل التطوعي أو خدمة المجتمع تكاد تكون صفرا في مجتمعنا حتى المحاولات الموجودة أكثرها تندرج تحت «البرستيج» المجتمعي والبعض تحت التلميع الإعلامي، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض المحاولات الجادة النابعة من نية صادقة.
لا شك أن الشعب الكويتي من أكثر الشعوب حبا لعمل الخير ومساعدة المحتاجين، وهذا الشعور يستمده من تعاليم ديننا الحنيف الذي قرن عمل الخير بالإيمان «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، كما انه يتقرب الى الله في هذا العمل الخيرى، وهذا أحد أوجه العمل التطوعي الديني.
لكن العمل التطوعي المقصود هو الإنساني والوطني والسياسي والاجتماعي، وهو إما أن يكون فرديا وينتهى بموت صاحبه أو توقفه عن العمل التطوعي، وإما أن يكون مؤسسيا وهذا هو المستمر والمطلوب لتنمية المجتمع لأن العمل التطوعي كلما كان بسياسة ممنهجة وعلمية كان مردوده أكبر على المجتمع والوطن.
لا يمكن تقبل أي شخص يتقدم للعمل السياسي، مثل البرلمان أو الوزارة أو المجلس البلدي أو جمعيات النفع العام أو الجمعيات التعاونية، وهو لا يحمل روح العمل التطوعي أو حتى مارس هذا العمل من قبل لأن العمل في هذه المجالات يحتاج لروح المبادرة وإلغاء الذات وعدم انتظار المردود المادي أو مكاسب تنتج عن عمله.
العمل التطوعي ثقافة إما أن تولد بالفطرة مع الإنسان أو بالغرس في النفس أو واجب يفرض بالقانون، وكلها تؤدي إلى نتيجة واحده، تقدم المجتمع والارتقاء بالإنسان وخلق روح التعاون والتسامح والتعاضد بين أفراد المجتمع.
يجب أن تفرض الدولة قوانين تلزم العمل التطوعي لخدمة المجتمع والدولة، وأن تبدأ من المدرسة بإدخال العمل التطوعي بالمناهج وحتى عند تخرج الطلاب في الثانوية لا يدخلون الجامعة إلا بعد أن يقدموا عملا تطوعيا، وحتى بعد التخرج في الجامعة لا يوظف الشاب حتى يقدم عملا تطوعيا ويكون بعدة أشكال، إما خدمة للمجتمع مثل الخدمات الإنسانية أو خدمة للدولة مثل العمل بإحدى مؤسسات الدولة من غير مقابل.
وأخيرا، كلما كنت منكرا للذات، متمنيا للآخرين ما تتمنى لنفسك، كانت مصداقيتك أكبر عند الناس.
[email protected]
dm.alhajri@