في أحد المؤتمرات المعنية بالشأن العربي سئل مسؤول استخباراتي عربي كبير، عن الربيع العربي وكانت الأحداث في بداياتها، وكان رده فيه نوع من التساؤل، حيث قال: لننتظر ونرى هل هو ربيع عربي أم زمهرير عربي؟ والزمهرير هو شدة البرودة.
وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على بداية الربيع العربي ما هو المشهد في الوطن العربي؟ 300 ألف قتيل، 4 ملايين مشرد، 350 ألف سجين سياسي، مئات الآلاف من الجرحى، لدينا أربع دول تحت الاحتلال الفارسي، هي العراق ولبنان وسورية واليمن، وقد حدث انقسام دولة السودان لدولتين، وهناك حرب أهلية في ثلاث دول هي العراق وسورية واليمن، سيطرة المنظمات الإرهابية على مساحات واسعة من دول الربيع العربي، زادت نسبة الفقر والبطالة والأمية في دول الربيع العربي، استنزاف أموال ومقدرات الشعوب لصالح فئة معينة تصدرت المشهد السياسي والعسكري في دول الربيع العربي، أصبح القتل على الهوية، الحديث عن تقسيم العراق لثلاث دول (سنية ـ شيعية ـ كردية)، والكثير من المآسي التي لا يمكن حصرها.
لا شك بعد هذه الخسائر المهولة لا يوجد مستفيد إلا إيران، زاد نفوذها وتوسعها في الوطن العربي، بل أصبحت تعين بعض الحكومات في الدول العربية وتتحكم في كل مفاصل الدول التي تحتلها مثل لبنان والعراق، حتى أنها هي من تفاوض الثوار في سورية، وتعقد الصفقات مع الدول الكبرى باسم سيطرتها وتحكمها في الوضع العربي.
بعد هذا كله هل عرفنا الإجابة على تساؤل المسؤول الاستخباراتي الكبير، هل نحن في زمن الربيع العربي أم الزمهرير العربي؟
يا عرب نحن في زمن الجحيم العربي، والربيع الإيراني في الوطن العربي، لقد خرج علينا بعض أبناء جلدتنا من العرب ليعلن بكل جراءة ولاءه وتبعيته لإيران، بل يقتل ويدمر لكي يرضي المحتل الإيراني.
لقد قامت الثورات العربية تحت مسمى الحرية والمساواة والعدالة وحقوق الإنسان وتخلص من الديكتاتورية وتداول السلطة، وكلها شعارات نبيلة وجيدة، لكن ما هو الثمن ومن المستفيد وماذا تحقق؟
لا شيء سوى التراجع في كل ما سبق، بل زادت الأوضاع سوءا، ولا يوجد أي مؤشر لتحسن الأوضاع في دول الربيع العربي.
[email protected]
dmalhajri@