من بداية الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد أعلن الروس موقفهم الواضح والداعم للأسد وكان الدعم الروسي عبارة عن دعم سياسي ولوجستي واستخباراتي، لكنه تطور في الآونة الأخيرة وأصبح تدخلا عسكريا مباشرا بحجة الحرب على داعش والتنظيمات المتشددة على حد زعمهم، ويأتي التدخل الروسي بعد أن تركت الساحة السورية للإيرانيين لأكثر من أربع سنوات كانت تستخدم بها إيران الأسد ورقة لتفاوض مع الدول الكبرى لتحقيق مصالحها هي بالدرجة الأولى.
لقد قلب الروس الطاولة على الإيرانيين بتدخلهم العسكري المباشر وحرموهم الورقة السورية التي كانت تتبجح إيران بها وأنها اللاعب الأوحد والمهيمن على القرار السوري، وبعد هذا التدخل أصبح الروس هم اللاعب الرئيسي والمقبول نوعا ما من دول المنطقة التي لم تعارض هذا التدخل صراحة، وما تصريح الرئيس الأميركي بوجود نقاط مشتركة مع الروس في الشأن السوري لهو قبول مبطن بهذا التدخل. لقد قبلت إيران هذا التدخل الروسي مرغمة بعد فشل دام أربع سنوات لم تحقق إيران فيها أي نصر يذكر بل أرهقت الميزانية الإيرانية وفقدت نخبة من قادتها العسكريين في سورية، بل خسائر ذراعها العسكرية في لبنان المسمى حزب الله كانت أكبر بفقدها الكثير من ميليشياته وتناقص شعبيته في البيئة الحاضنة للحزب.
الأيام القليلة القادمة ستكشف لنا عن تراجع الدور الإيراني في سورية وسيصبح دورا هامشيا.
الروس يعرفون جيدا أن التدخل في سورية ليست رحلة سياحية، وأي استفراد للروس بالقرار من دون التفاهم مع الدول الفاعلة في الشأن السوري سيكون انتحارا عسكريا وسياسيا واقتصاديا للدولة الروسية.
[email protected]
dmalhajri@