كاد الانقلاب في تركيا أن ينجح لولا المكالمة التلفونية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي أنهت الانقلاب خلال ساعتين.
لقد كان الرئيس التركي يقضي إجازته الأسبوعية في مدينة مرمريس الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، وعند الساعة 11 من مساء يوم الجمعة 15 يوليو اتصل به رئيس المخابرات التركي يطلب منه الخروج من المكان الذي يقيم فيه على وجهه السرعة قبل أن يصل اليه الانقلابيون، وهذا ما حدث، لقد وقع الخبر كالصدمة على الرئيس التركي، عندها أجرى الرئيس التركي عدة اتصالات هاتفية منها 29 اتصالا على كبار قادة الجيش، لكن لم يرد واحد منهم على اتصالات الرئيس، عندها أتت الفكرة من الرئيس، ومن المستشارين الذين كانوا معه بأن يقوم الرئيس بمكالمة الشعب هاتفيا، لقد خاطب أردوغان الشعب التركي عبر تطبيق facetime من خلال القنوات التلفزيونية التركية، التي يحسب لها رفضها للانقلاب، ووقوفها مع الشرعية الحاكمة في البلاد.
رد الشعب على مكالمة الرئيس من أول اتصال وخرج بالألوف إلى الشوارع للتصدي للانقلاب، لقد استطاع الشعب التركي وبموقف بطولي وخلال ساعتين فقط أن ينهي الانقلاب وان يقوم بإرجاع الشرعية للحكم.
الحديث يطول عن الانقلاب وأسبابه، ومن قاموا به، ومن ساعدهم داخليا وخارجيا، وعن بعض المواقف المتسرعة من الانقلاب، والمراهنة على نجاحه، بل حتى الفرحة المصاحبة للانقلاب من بعض المحطات العربية والعالمية والإيرانية، لكن ما حصل من وقفة للشعب التركي حول قيادته أنهت كل الأحلام والأطماع لأي أحد يفكر مجددا في أن يقوم بانقلاب أو حتى تأييده.
لقد أخلص أردوغان لتركيا وشعبها وبادله الشعب هذا الإخلاص.
[email protected]
dmalhajri@