اكتشف العلماء أن جسم الإنسان يحتاج إلى ألوان معينة دون سواها لتحسين أدائه الذهني والجسدي، وأنه يتوجه إلى الألوان التي تنقصه في أوقات مختلفة من حياته، ويقولون إنه بالإمكان استخدام هذا المفهوم عن الألوان لعلاج أنواع مختلفة من الأمراض.
كما تشير الأبحاث إلى أن اللون الأخضر هو اللون الوحيد الذي إذا ما طغى على كل الألوان الأخرى، فإن الإنسان لا يحس بأي ضيق أو ملل.
وقد أثبت الباحثون في مجال استخدام الألوان في العلاج بولاية بافاريا الشمالية الألمانية ان اللون الأخضر يهدئ ضربات القلب، ويساعد على تحسين الدورة الدموية.
هذا ويذكر أن أحد العلماء قد قام في إحدى تجاربه بطلاء جدران بعض المصانع التي تستخدم آلات شديدة الضجيج باللون الأخضر، فتبين ان العمال كفوا عن الشكوى من الضجيج، بسبب تأثير اللون الأخضر المحيط بهم.
واللون الأخضر هو لون الحياة التي تنبض من حولنا، ولون الكائنات الرائعة التي خلقها الله سبحانه وتعالي لتزين أرضنا، وتمنحنا المتعة، والبهجة، والسرور، قال تعالي: (وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ـ النمل: 60).
فإذا أخذنا الحقائق السابقة وقمنا باستغلالها بصورة إيجابية، لتحسين بيئة العمل لدينا، وذلك من خلال إدخال نباتات الزينة في المكاتب وأماكن العمل المختلفة، فإن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الفعالية والإنتاجية في العمل، حيث يذكر الخبراء أن إيجاد مساحات خضراء داخل المنظمات يعني مكان عمل أكثر صحة وإنتاجية، وراحة للموظفين والعملاء.
كما يؤكدون على أن وجود نباتات الزينة في أماكن العمل والمكاتب لا يعتبر ترفا أو هدر في الميزانيات، بل ضرورة ملحة في ظل حياة مليئة بالضغوط، والتوتر، والانفعال، والازدحام في كل مكان.
فقد وجد فريق «بجامعة سوري البريطانية» كان يبحث في مستويات التوتر والضغوط النفسية انها انخفضت بوجود النباتات داخل المكاتب، وأشارت النتائج إلى أنه كلما كان النشاط مملا، زاد التأثير المهدئ والمفيد للشجيرات والنباتات الموجودة في الأركان.
كما أجريت تجربة «بجامعة واشنطن الأميركية» في غرفة بلا نوافذ تضم مركزا للحاسب الآلي، حيث قام المشاركون في التجربة بالعمل على أجهزة الكمبيوتر في وجود نباتات داخلية في المركز، وفي المرة الثانية عملوا من دون وجود النباتات، فوجد الباحثون ان النباتات الداخلية خفضت من ضغط دم العاملين، ومنحتهم أداء أفضل، ورد فعل أسرع على مهام الكمبيوتر المختلفة، بمعدل يصل إلى 12%.
كما توصل الباحثون «بجامعة التكنولوجيا في سيدني» بعد العديد من التجارب إلى أن نباتات المكاتب تحسن من نوعية الهواء الموجود في المكان، بامتصاص الغازات المنبعثة من الأشياء البلاستيكية، وغيرها من المنتجات ذات المشتقات البترولية.
وختاما: فإن وجود النباتات الخضراء في المكاتب، يضفي لمسة من الحيوية والجمال على ديكور المكتب الجامد، إلى جانب قيامها بتنقية البيئة الداخلية من الغبار العالق والأدخنة المؤذية، مما يؤدي إلى تحسين ظروف التنفس، وكذلك التقاط الأشعة الضارة من أجهزة الكمبيوتر المكتبية، فضلا عن قدرتها على تخفيض حدة الصوت ومستوى الضوضاء الموجود في المكان.
زاوية أخيرة: توصي وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بناء على تجاربها العديدة، بوضع نبتة داخلية خضراء واحدة على الأقل لتحسين نوعية الهواء الداخلي.
[email protected]