دلال مدوه
كثيرا ما نتذكر الماضي فنشعر بالأمان رغم ما حواه من آلام وأحزان، او تجارب وفشل، او ذكريات قد مضت، او نجاحات ربما زالت او قلت.
ونفكر في المستقبل فنخشاه رغم ما قد يحمله لنا من تغيير للأفضل، وارتقاء وتطور، وسعادة واستقرار، وتقدم وانتصار.
ولماذا نشعر بالأمان مع الماضي؟
لأننا عشناه وعرفناه فأصبح مألوفا لنا كفيلم سينمائي شاهدنا تسلسل احداثه، وعلمنا نهايته.
ولماذا نشعر بالخوف من المستقبل؟
لأنه مازال غامضا بالنسبة لنا، فلم نقترب منه ونتعرف عليه، ولم نر ما سيكون فيه.
دائما نقارب بين هذا وذاك وننسى ما لدينا الآن!
إنه الحاضر...
حلقة الوصل بين الماضي والمستقبل... انه نتيجة الماضي وقاعدة المستقبل...
فيومنا هذا وما نحن فيه حدث بسبب الماضي وما كنا فيه.
وغدنا وما سنكون عليه سيحدث بناء على ما نفعله الآن.
اذن ماذا علينا ان نصنع في حاضرنا؟
علينا ان نتخيل في عقولنا مصفاة داخلية نضع فيها محتويات الماضي فنصفيها ونصفيها.. حتى نحصل على الخلاصة.
وما هي تلك الخلاصة؟
انها دروس الماضي التي تعلمناها مما حصل لنا، والأحداث التي عشناها، والتجارب التي خضناها، فنأخذ هذه الخلاصة ونضيف عليها ما اكتسبناه من خبرات جديدة يومية في حاضرنا.. حتى نبني قاعدة قوية لغدنا.
فننطلق برحلتنا نحو المستقبل محملين بزاد من تجارب الماضي الغنية القديمة.. يقودنا مرشد من الخبرات الحديث الجديدة.
تلك الرحلة لن تكون سهلة وميسرة بل ستكون محفوفة بالمعوقات والصعوبات، وستواجهنا الكثير من العقبات، والسدود والمصدات، ولكننا سنتغلب عليها بإذن الله، مسلحين بالتوكل على الله، وما تعلمناه من ماضينا، وما عرفناه من حاضرنا.
ولنتذكر دائما أن: الماضي + الحاضر = المستقبل